س. كيف عاش جلال الدين فى مملكته الصغيرة بالهند ؟
وبمن كان يتعزى ؟
عاش عيشة حزينة تسودها الذكريات الأليمة من الملك الذاهب والأهل الهالكين والأب الذى مات شريداً وأخوة ذبحهم التتار وأم كريمة وزوجة وأخوات عقائل أمر بإغراقهن فى النهر
وكان يتعزى ويجد سلواه فى محمود و جهاد وكان لاينسى تدبير ملكه وتقوية جيشه وتعزيز هيبته وكان فى كفاح دائم مع أمراء الممالك التى كانت تكتنف مملكة لاهور يدفع غاراتهم على بلاده ويغزوهم الفينة بعد الفينة وكان يستطلع أخبار ممالكه السابقة ويرقب حركات التتار بها يتربص بهم الدوائر ويتحين الفرص للانقضاض عليهم والانتقام منهم واسترداد ممالكه وممالك أبيه من أيديهم .
س. ما هدف التتار من غزو البلاد الإسلامية ؟
وما سياستهم فى تلك البلاد؟ كان هدفهم التخريب والتدمير بعد سلب الأموال وقتل الرجال والنساء والأطفال ثم تعود إلى بلادها حاملة معها الغنائم والأسلاب فتختبئ فيها ثم تعود مرة أخرى
وكانوا يعقدون مع أهل البلاد التى يعزونها إتفاقاً يأمنون به من عودتهم إليهم ثانية بدفع جزية كبيرة لهم فى بداية كل عام ثم يُوَّلون عليهم مَن يتوسمون فيه الميل إليهم والرضا
بسياستهم من عبيد الأهواء الطامعين فى المناصب من أهل تلك البلاد .
س. ما أحوال المدن والعواصم التى تخلى عنها جلال الدين ؟
وليها جماعة من الطغاة المستبدين لا هَم لهم إلا جمع الأموال من كل سبيل بمصادرة أموال الناس وفرض الضرائب وسلب أموال التجار ومن يجرؤ على الشكوى يكون جزاؤه القتل أو الإهانة والتعذيب .
س. لماذا رأى جلال الدين الفرصة سانحة لمواجهة التتار واسترداد ممالكه؟
لأن أتباعه فى هذه البلاد كان يراسلونه ويصفون له أحوال الناس وما يعانون من الظلم ويشجعونه على العودة إليهم
ويعدونه بأنهم سوف يساعدونه فى حروبه كما أخبروه بأن التتار مشغولون بحروب طويلة مع قبائل الترك .
س. كيف استعد جلال الدين للخروج لمواجهة التتار ؟
وما الذى فكر فيه ؟
وكيف حسم أمره ؟
تجهز للمسير وكتم خبره عن الناس جميعاً ما عدا قائده الكبير بهلوان أزبك الذى استنابه على مملكته وترك له جيشاً يكفى لحمايتها ثم سار جلال الدين بخمسة آلاف مقاتل قسمهم إلى عشر فرق جعل على كل منها أميراً وأمرهم بالسير خلفه على دفعات من طرق مختلفة حتى لا يعلم بهم أحد
وفكر جلال الدين فى أمر طفليه هل يأخذهما معه ويعرضهما لأخطار الطريق ومتاعب الرحلة الشاقة ثم يعرضهما لخطر مواجهة التتار التى لايعلم مصيرها إلا الله؟ أم يتركهما مع نائبه بالهند وهو لا طاقة له بفراقهما ولا طاقة لهما بفراقه وربما طمع أمراء الهند فى مملكة لاهور فيهجمون عليها فى غيابه ويقع الأميران فى قبضتهم ،
ثم حسم أمره وقرر أن يأخذهما معه .
س. كيف أعد جلال الدين محموداً وجهاد لمواجهة التتار
وما الشعور الذى كان يسيطر على محمود ؟
اهتم جلال الدين بتدريبهما على ركوب الخيل وحمل السلاح وسائر أعمال الفروسية ورباهما تربية خشنة تعدهما لتحمل المشاق والتغلب على المتاعب وكان يحدثهما عن معارك خوارزم شاة مع التتار ويصف لمحمود شجاعة والده ممدود وغرامه بمبارزة قوادهم وكيف أصيب فى معركة هراة ومات شهيدا
فكان محمود يشعر بأنه سيقاتل التتار يوماً ما فيثأر منهم لأبيه وجده وخاله ووالدته وجدته وسائر أهله وكانت جهاد تشاركه شعوره وتشجعه على حروبه الوهمية ضد التتار .
س. كيف استولى جلال الدين على كابل؟
ولماذا دانت له سائر بلاد إيران دون عناء كبير؟
سار جلال الدين مع خواص رجاله وقطعوا المفازة على خيولهم وعبروا نهر السند وتبعتهم فرق الجيش حتى التقوا جميعاً عند ممر خيبر وحين اقتربوا من كابل بعث جلال الدين رسلاً إلى أشياعه بها ففرحوا وأشاعوا الخبر فى المدينة فوثب أهلها على حاكمهم وأشياعه وقتلوهم فدخل جلال الدين المدينة دون قتال كبير وانتشر الخبر فى سائر المدن فاستعد أعوان التتار لملاقاة جلال الدين وبعثوا إلى جنكيز خان يستنجدونه فعاجلهم جلال الدين قبل أن تأتيهم إمدادات التتار ومضى يفتح المدينة بعد الأخرى بغير عناء
لأن أهلها كانوا يثورون على حاكمهم حين يقف جلال الدين على أبوابها فيلوذ هؤلاء الخونة بالفرار إلى جنكيز خان وبذلك دانت سائر بلاد إيران إلى جلال الدين.
س. كيف كان محمود وجهاد مع جلال الدين فى معاركه ؟
كانا يسيران حيث سارجلالالدين ويقوم بخدمتهما الشيخ سلامة والسائس سيرون وكان محمود يشعر بالفرح
وهو ينتقل فى ركاب خاله من مدينة إلى أخرى وكان محمود يسأل خاله أين أعداؤنا التتار ؟ ومتى يخرجون للقائنا ؟ فيبتسم جلال الدين ويقول لا تتعجل الشر يا بنى إنهم آتون إلينا قريباً فناصرنا الله عليهم إن شاء الله .
س. ماذا فعل جلال الدين بعد أن استقر له الأمر ؟
وما رأيك فى ذلك ؟
قام جلال الدين بإحياء ذكرى والده وسار فى موكب عظيم لزيارته فى الجزيرة التى دفن بها ثم أمر بنقل رفاته إلى قلعة أرذهن فى مشهد حافل حضره العلماء والأعيان والكبراء من جميع البلاد وبنى عليه قبة كبيرة أنفق على بنائها الكثير من الأموال وأرى أن جلال الدين أخطأ فى ذلك وكان أولى به أن ينفق هذه الأموال فى تجهيز جيشه وتنمية بلاده .
س. ماذا فعل جنكيز خان للانتقام من جلال الدين ؟ وما موقف جلال الدين من ذلك ؟
أرسل جيوشاً كبيرة لقتال جلال الدين وجعل أحد أبنائه على قيادة هذه الجيوش وتجهز جلال الدين للقائهم وسار إليهم بأربعين ألفاً يتقدمهم جيشه الخاص جيش الخلاص ودارت معركة هائلة بين الفريقين فى سهل مرو .
س. كيف انتصر جلال الدين على التتار فى معركة سهل مرو ؟
ثبت جيش الخلاص حتى باد معظمه واضطربت صفوف المسلمين ويئس جلال الدين من الانتصار فصمم على الاستشهاد فى المعركة وحث محموداً على الثبات وتقدم يحرض رجاله على القتال ويجمع صفوفهم ويقاتل بنفسه والأمير الصغير وراءه والسيف فى يمينه فدبت الحماسة والحمية فى نفوس المسلمين وقاتلوا دون السلطان وبينما التتار ظاهرون على المسلمين إذا بصفوف التتار تضطرب وارتفع صوت الله أكبر نحن جنود الله فظن المسلمون أنهم ملائكة بعثهم الله لتأييد المسلمين فحملوا على التتار حملة صادقة وحاول التتار الهرب ولكن تلقاهم المسلمون من أهل بخارى وسمرقند وأبادوهم عن بكرة أبيهم .
س. ما موقف جلال الدين من جيش بخارى وسمرقند ؟
وماذا فعل بأسرى التتار ؟
فرح السلطان بجيش بخارى وسمر قند وأثنى عليهم وقال لهم : إنكم جنود الله حقا وإننا مدينون لكم بحياتنا وأكرمهم وخلع عليهم وعرض عليهم الانضمام إلى جيشه فقبلوا شاكرين ، وأمر بالأسرى فقتلوا جميعاً وكان فيهم ابن جنكيز خان فقتله محمود بضربة واحدة فكبَّر الحاضرون معجبين بقوة الأمير الصغير محمود.
س. ما أثر الهزيمة على جنكيز خان ؟ وبم توعد ؟
ولماذا أجل انتقامه ؟
حين علم جنكيز خان بالهزيمة ومقتل ابنه غضب غضباً شديداً وتوعد بالمسير بنفسه لقتال جلال الدين وذبح المسلمين ذبح الخِراف ولكنه أجل انتقامه لأنه كان مشغولاً بحروب طويلة مع قبائل الترك .
س. ماذا فعل جلال الدين بعد أن علم بتهديد جنكيز خان وتوعده له وللمسلمين؟
رأىجلال الدين ألا يضيع الوقت فى غير عمل يزيد به قوته حتى يضمن لنفسه القدرة على مواجهة جنكيز خان حيث علم أن جنكيز خان لن يخرج لقتاله قبل مضى ستة أشهر على الأقل فنظر جلال الدين إلى بلاده فوجدها منهوكة القوى قد عمها الخراب التام وعضها الفقر المدقع وفشا فيها القحط وكسدت فيها الأسواق بسبب غارات التتار وتخريبهم ففكر فى الاستعانة بملوك المسلمين فى الشام ومصر والعراق بعد أن أيقن أن بلاده لن تستطيع أن تمده بما يحتاج إليه من المال والعتاد ولكنهم لم ينجدوه كما فعلوا مع والده خوارزم شاه من قبل .
س . ما موقف أمراء المسلمين من جلال الدين ؟
وما أثر ذلك على جلال الدين؟
استنجد جلال الدين بملوك المسلمين وأمرائهم فى الشام ومصر فلم ينجدوه واكتفى بعضهم بالاعتذار الجميل وضن بعضهم حتى بهذا الرد الجميل وأغلظ عليه فى القول فأقسم جلال الدين أن يحاربهم قبل مواجهة التتار ويستولى على بلادهم وما فيها من خيرات ليستعين بها فى جهاد التتار .
س. لماذا بدأ جلال الدين ببلاد الملك الأشرف ؟
وما رأيك فى ذلك ؟
لأن الملك الأشرف ملك خلاط قد أغلظ عليه فى الرد حينما بعث إليه يستنجد به حيث رد عليه الأشرف قائلاً : إننا لسنا من الغفلة والجهل بحيث نساعدك اليوم على عدوك ثم يخلو لك الجو بعد ذلك فتغير على بلادنا فلا فرق بينك وبين التتار المتوحشين، فخرج جلال الدين بعسكره إلى بلاد خلاط وقتل أهلها وفعل فيها مثل ما يفعل التتار، وأرى أن جلال الدين قد أخطأ فى هذا العمل لأنه أغار على قوم آمنين لا ذنب لهم سوى أنهم رعية ملك أساء إليه .
س. كيف انتقم الله من جلال الدين ؟
عاقبه الله على عمله فى بلاد خلاط باختطاف ولديه محمود وجهاد على أيدى بعض الأكراد الموتورين وكانت نهايته على يد أحد الأكراد الموتورين.
س. وضح أثر اختطاف محمود وجهاد على جلال الدين ؟
تغيرت طباعه وساء خلقه وأصابه مس من جنون الحيرة وعكف على شرب الخمر وكان يقضى يومه باحثاً عن ولديه فإذا أقبل الليل أسرف فى شرب الخمر حتى ينصرع على سريره وترك القتال وتجاهل الرسائل التى كانت تأتيه من نواب بلاده .
س. من الرجل الذى تخيله جلال الدين ؟ وما الحوار الذى دار بينهما ؟تخيل جلال الدين والده خوارزم شاه وقد عاتبه والده على ما فعله فى بلاد المسلمين وتبرأ منه وقال له إن الله قد انتقم منك بضياع طفليك جزاءً وفاقاً على ما فعلته فى بلاد المسلمين ونصحه بألا يضيع وقته فى البحث عنهما لأنه لن يراهما أبداً
س. ما موقف رجال جلال الدين منه بعد أن ساءت حالته؟
تسلل جنوده من حوله ولحقوا بإخوانهم المجاهدين من أهل بخارى وسمر قند وقاتلوا التتار بين تبريز ودياربكر وهزموهم ولكن التتار تدفقوا كالسيل فاكتسحوا كل ما أمامهم حتى وصلوا إلى مقر جلال الدين ولم يكن معه إلا فئة قليلة صممت على عدم التخلى عنه فى محنته والدفاع عنه فأركبوه على فرسه الذى انطلق به وطارده جنود التتار حتى لجأ إلى أحد جبال الأكراد فلجأ جلال الدين إلى أحد الأكراد وقال له أنا السلطان جلال الدين استبقنى وأخفنى عندك وسأجعل منك ملكاً فحماه الكردى وأوصى زوجته بخدمته .
س. يرى المؤرخون أن نهاية جلال الدين كانت من جنس عمله السيئ فى بلاد المسلمين . وضح ذلك ؟
كما قتل أهل بلاد الملك الأشرف فقد قتل على يد كردى موتور.
كما خرب بلاد الملك الأشرف فقد خرب التتار بلاده واستولوا عليها .
كما شرد الأطفال ويتمهم فى بلاد الملك الأشرف فقد تم اختطاف ولديه وبيعا بيع الرقيق
س. لماذا طلب جلال الدين من الكردى أن يعجل بموته ؟
لأنه لا خير فى الحياة له بعد فقد ولديه محمود وجهاد .
س. ما الغرض من الأمر فى قوله أجهز علىَّ ) ؟
الأمر غرضه التمنى .