المساء ... لخليل مطران
الشاعر :ولد شاعر القطرين ( مصر – ولبنان ) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872 في أسرة عربية تنتمي إلى الغساسنة ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1893 ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين (مصر - ولبنان) ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث ) .كما ترجم مع شاعر النيل (حافظ إبراهيم ) كتاب ( الموجز في الاقتصاد) ، وعين رئيسا للفرقة القومية ، وظل كذلك حتى توفي سنة 1949 ، وهو رائد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان مطبوع يسمى (ديوان الخليل) .
التجربة الشعرية :
عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة سنة 1902م مرض على إثرها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه(النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعف الألم ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض و اسودت الدنيا في وجهه ، وخرج ذات يوم قبل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى كيف قضى الليل على حياة النهار ، فتخيل أن هذا الحب الفاشل سوف يقضي على حياته كما قضى الليل على النهار فانفعل بهذا الموقف و كتب هذه الأبيات النابعة من تجربته الذاتية الصادقة، ومطلعها:
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِــــــفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَــائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعـَفَاءِ
- صبوتي : رغبتي واشتياقي - بُرَحَائي : عذاب المرض وشدته
- الضعيفين :الحب والمرض .
نوع التجربة : ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه .
العاطفة المسيطرة :
عاطفة الحزن الشديد و الأسى بسبب لوعة فراق المحبوبة ، وعناء المرض .
الأبيات
دوافع ونتائج غربة الشاعر
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
مشاركة الطبيعة للشاعر وامتزاجه بها
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
ظلمات و أحزان
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر ,قريح جفنــــه يغضي علــــى الغمرات والأقذاء
أثر مشهد الغروب على الشاعر
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائـــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــواء؟
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمـــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائي
19ـ وكأنني أنست يومي زائـــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائـي
الفكرة الأولى
دوافع ونتائج غربة الشاعر
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
اللغويـات
- أقمت: مكثت × رحلت - التعلة: التعلل والتشاغل و التلهي × الفراغ - المنى : الآمال م مُنية - دوائي : علاجي . - يشف : يبرئ × يمرض - طيب : حسن وجمال ج أطياب ، طيوب
- يلطف : يهدئ ، يخفف - النيران : أي الأشواق - عبث : لا فائدة منه - طوافي : تنقلي ، ترحالي × استقراري - علة : مرض ج علل - منفاي : أي غربتي ج منافٍ
- الاستشفاء : طلب الشفاء - صبابتي : شدة شوقي - كآبتي : حزن نفسي × فرحي
- عنائي : تعبي وألمي × راحتي مادتها (عنو) .
الشرح 1 ) لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريبًا في الإسكندرية، على أمل الشفاء - كما زعموا - من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني .
( 2 ) وإذا كان هواء الإسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي
( 3 ) ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق، فأضافت إلى علة الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة.
( 4 ) وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآلامًا فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد .
س : يكشف البيت الأول عن فجوة بين توقعات الشاعر وواقعه.. كيف ذلك ؟
جـ : كان يتوقع الشفاء ، فكان الواقع استمرار المرض وشدة الشوق و اللوعة ، فجمع بين مرض الجسم وتباريح (آلام) الحب .
س : ما المراد بالغربة؟ وما دوافعها؟ وما نتائجها ؟
جـ : الغربة المقصودة هنا: الذهاب إلى الإسكندرية على أمل الشفاء من المرض ، وكان هذا استجابة لمشورة الأصحاب، ولكن الهواء الجميل إن ساعد على شفاء أمراض الجسم فلن يستطيع أن يخفف آلام الحب أو يطفئ نيران الشوق. وكان نتيجته الشعور بالغربة والألم وزيادة العلة.
س : ما تأثير علة مفارقة المحبوبة و علة الغربة على نفس الشاعر ؟
جـ : جعلتاه يعيش حالة من الوحدة القاسية (متفرد) ومن آثارها الكآبة ، ونتيجتها العناء والتعب .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 1 ) [إني أقمت] : أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في الاستشفاء
- [التعلّة] : لفظة توحي بالتعلق بالآمال الكاذبة و الأوهام الخادعة .
- [إني أقمت على التعلة بالمنى] : كناية عن آمال الشاعر في التخلص من آلام المرض و الحب .
- [في غربة تكون دوائي] : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم، ويوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر( في) يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب
- [غربة] : نكرة للتهويل والتنفير .
- [أقمت - غربة] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
- [قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم الاقتناع بفائدة هذه الرحلة ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين .
- أسلوب البيت : خبري للتحسر والألم ..
( 2 ) [إن] : الشرطية تدل على شكه في الشفاء .
- [إن يشف هذا الجسم طيب هوائها] : استعارة مكنية تصور الهواء دواء يشفى الجسم من المرض ، وسر جمالها التوضيح .
- [هذا الجسم] : الإشارة إلى الجسم توحي باليأس من الشفاء .
- [أيلطف النيران طيب هواء؟] : النيران: استعارة تصريحية فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم وإيحاء
بشدة المعاناة.
- [أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد ، وهو بذلك يؤكد حقيقةً علميةً وهى أن الهواء يزيد النار اشتعالاً فكيف يزعم الزاعمون أنه يلطفها ؟!
- في البيت الثاني : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه قوله (أيلطف النيران.. إلخ) فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفى آلام الأشواق النفسية .
( 3 ) [عبث طوافي] : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث) على المبتدأ المعرفة ؛ للتخصيص و للتأكيد على أنه لايتوقع الشفاء.
- [عبث طوافي] : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
- [علة في علة منفاي] : تشبيه للمنفي (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .
- [علة في علة] : كناية عن تداخل و تراكم الآلام والعلل .
- [منفاي] : استعارة تصريحية ، حيث صور الإسكندرية بالمنفى , وهي توحي بالوحشة وبعدم قدرته على البقاء فيها .
- [علة ـ استشفاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [عبث ـ علة] : نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة.
( 4 ) البيت الرابع : كله كناية عن تعدد الآلام والهموم والأحزان .
- [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن
- [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء .
و إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .
و تكرار لفظ (متفرّد) يؤكد الشعور بالألم وانفراده.
البيت الرابع : نتيجة لما قبله من (علة في علة) أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة: سببها الصبابة ـ التي تؤدى إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .
- أسلوب البيت الرابع : خبري للحسرة
س : لم قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؟
جـ : قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؛ لأن الصبابة هي التي تؤدي إلى الكآبة .
س : وضح ما في الأبيات (1-4) من ترابط فكرى وشعوري.
جـ : الترابط الفكري واضح في الانتقال من فكرة إلى أخرى حيث أكد في البيت الأول إقامته في الغربة طلبًا للشفاء المزعوم وفى البيت الثاني يشكك في هذا الشفاء ؛ لأن طيب الهواء قد يشفى الجسم لكنه يشعل نيران الحب. وفى البيت الثالث يؤكد أن هذا الطواف في البلاد عبث وزيادة في المرض . وفى البيت الرابع كانت النتيجة لذلك وهى التفرد بالصبابة والكآبة والعناء. وهذه الأبيات مترابطة في الفكر والشعور ، فكل بيت يسلمك إلى ما بعده ، والعاطفة الحزينة تظهر في اختيار الألفاظ الدالة على الحزن مثل (غربة - النيران - عبث - علة - في علة - منفاي - صبابتي - عناني - متفرد) .
س : ماذا كانت دوافع الغربة عند خليل مطران ؟ وإلي أي مدى نجحت الغربة في تحقيق هذه الدوافع ؟
جـ : الشعور بالغربة من صفات شعراء الرومانسية ، وكانت دوافعها عنده :
فراره من وطنه إلي فرنسا خوفه من اضطهاد الأتراك له ، وشعوره باختلافه عمن حوله في الفكر والإحساس ؛ فهو غريب بينهم ، وقد نجحت هذه الغربة في تحقيق دوافعها والتحليق في سماء الخيال الحزين والاتجاه الرومانسي الذي عرف به .
الفكرة الثانية
مشاركة الطبيعة للشاعر وامتزاجه بها
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
اللغويات - خواطري: أفكاري م خاطر - الهوجاء : الشديدة ج هوج مذكرها أهوج .
-صخر أصم : صلب مصمت وجمع أصم وصماء: صم - ثاو: مقيم
- ينتابها : يصيبها ويتوالى عليها - مكارهى : أحزاني و كل ما يكرهه الإنسان م مكره
- يفتها : يفتتها و يكسرها - السقم : المرض ج أسقام - خفّاق : مضطرب - كمداً : حزنا ًشديداً مكتوماً × سرورًا
الشرح 5 ) في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري، فيجيبني برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
( 6 ) وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يشعر بالألم وعذاب الفراق .
( 7 ) فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت أمام الموج كما تتفتت أعضائي في مواجهة آلام المرض .
( 8 ) والبحر مضطرب الأمواج ضائق كصدري في حزنه ساعة المساء . فالبحر يضيق بأمواجه والصدر يضيق بأحزانه .
س : لمَ اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟
جـ : اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ لأن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ، وقد اختار البحر لأنه مشابه له في اضطرابه ، كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آلامه ، كما أنه فقد الثقة بالناس فلم يجد أمامه إلا البحر ليبث إليه شكواه .
س : ما الذي يتمناه الشاعر في البيت السادس ؟ ولماذا ؟
جـ : يتمنى أن يكون قلبه صلبا قاسيا كالصخرة ؛ حتى لا يشعر بآلام الحب والشوق .
س : لجأ الشاعر إلى البحر يشكو له همومه، وأقام على صخر لا يحس بآلامه. وضح هذا الموقف من خلال الأبيات (5-7)
جـ : ذهب الشاعر إلى الإسكندرية حيث الطبيعة الجميلة للاستشفاء إثر آلامه النفسية العاطفية، فلجأ إلى البحر و اتخذه صديقا يبثه نجواه ويشكو له همومه، ولا يجد إجابة إلا تدافع الرياح... ويقيم على صخر لا يحس بآلامه، فيتمنى أن يكون له قلب قاس صلب مثل الصخرة، حتى لا يشعر بآلام الحب والفراق. تلك الصخرة التي تستقبل تدافع الأمواج التي تؤثر فيها وتفتتها، كما تتدافع الآلام النفسية والجسدية على قلب الشاعر، فتؤثر في جسمه كله.
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 5 ) - [شاك] : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ، والحذف للتركيز على معنى الألم والشكوى و لإثارة الذهن .
- [شاك إلى البحر] : استعارة مكنية ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة .
- [يجيبني برياحه الهوجاء] : استعارة مكنية تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه، وإنساناً يجيبه .
- [شاك ـ ويجيبني] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [فيجيبني] : استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر
- [رياحه الهوجاء] : تعبير يدل على شدة هياجه وانفعاله فالبحر يعاني مثله -أسلوب البيت الخامس : خبري لإظهار القلق والحيرة .
( 6 ) - [ثاو على صخر أصمّ] : تعبير يدل على طول ملازمته للبحر، وعمق تأمله ، وفيه إيجاز بالحذف، وتقديره (أنا ثاو)، وهو أسلوب خبري لإظهار الألم.
- [صخر أصمّ] : تعبير يوحي بفقد الإحساس و الشعور .
- [ليت لي قلباً كهذى الصخرة الصماء] : تشبيه للقلب بالصخرة في صلابتها وقوتها ، يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس ، وهو يوحي بكثرة الآلام.
- [وليت لي قلبًا ...] : أسلوب إنشائي بصيغة التمني لإظهار الحسرة والألم والاستبعاد .
س : كل من (شاك - وثاو) ملائم لموضعه. وضح ذلك.
جـ : (شاك) تلائم الحديث إلى البحر ؛ لأنه واسع يمكن أن يتجاوب معه ويكتم سره. و (ثاو) يلائم الصخرة ؛ لأن طول الملازمة يحتاج إلى شيء ثابت قوى يقيم عليه.
( 7 ) [ينتابها] : مضارع يفيد التجدد، وهذا يلائم تتابع الموج .
- [ينتابها موج كموج مكارهى] : تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره(الأحزان) التي تتابعت عليه من الحب والمرض والغربة، وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم.
- [موج مكارهى] : تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج ، وهذا خيال مركب، حيث جعل الموج مشبها به في صورتين لتعميق الخيال .
- [يفتّها كالسقم في أعضائي] : تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف الأعضاء .
- البيت السابع : أسلوبه خبري لإظهار الأسى والحزن.
س : رسم الشاعر في الأبيات (5 -7) لوحة فنية . وضح .
جـ : رسم الشاعر في الأبيات لوحة كلية تجسم مشاعره الحزينة
أجزاؤها : الشاعر و مشاهد من البحر والصخر والموج.
- خطوطها الفنية " أطرافها " : (صوت) نسمعه في (شاك – يجيبني) و (لون) نراه في زرقة البحر وسواد الصخر و(حركة) نحسها في (اضطراب - الهوجاء - ينتابها - يفتها). وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء و تآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة و تنقل الإحساس .
( 8 ) [البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا] : س/ م تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر، وفيها تشخيص، وتوحي باندماج الشاعرمع الطبيعة في الأحزان .
- [خفاق] : صيغة مبالغة تدل على شدة الاضطراب واستمراره .
-[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساء] : تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ، و يوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء، وخص الشاعر المساء ؛ لأنه وقت تجمع الهموم، وتراكمها على القلوب .
-[كمداً] : توحي بشدة الألم .
-[ صدري] : مجاز مرسل عن القلب ، علاقته : المحلية .
- [ساعة الإمساء] : توحي بالخوف والرهبة .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الضيق والألم.
- يرى بعض النقاد أن البيت الثامن يجب أن يكون بعد البيت الخامس ؛ ليناسب الحديث مع البحر .
س : التشخيص هو إضفاء صفة الحياة علي الجماد .. بين إلي أي مدى نجح مطران في ذلك
جـ : شخص مطران عناصر الطبيعة وأجرى معها الحوار ، وبثها شكواه ، وبعث فيها الحياة ، ونجح في ذلك كقوله :
- شاك إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبني برياحه الهوجاء
فقد صور البحر بصورة إنسان يلجأ إليه ويشكو إليه أحزانه ، فيجيبه البحر برياحه الهوجاء وأمواجه المضطربة ، فهو مثله في الاضطراب والقلق ، كأنه شخص يحس بإحساسه ويشاركه اضطرابه ، وفي ذلك تشخيص وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر .
الفكرة الثالثة ظلمات و أحزان
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر , قريح جفنـــه يغضي على الغمرات والأقذاء
اللغويات - تغشى : تغطى - كدرة : سواد وظلام
- البرية : المخلوقات ج برايا ، من "برأ" بمعنى خلق .
- أحشائي : الأحشاء كل ما بداخل الجوف والمراد القلب م حشا - الأفق : منتهى مد البصر ج آفاق - معتكر : مظلم - قريح : جريح، والمراد محمر و ملتهب من البكاء الشديد ج قرحى
- الجفن : غطاء العين ج جفون وأجفان - يغضى : يغمض
- الغمرات : الشدائد م غمرة - الأقذاء : م قذًى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه .
الشرح ( 9 ) والكون كله قد غلفه السواد وكأن الأحزان السوادء التي تملأ نفسي صعدت إلى عيني فأصبحت لا أرى إلا الظلام .( 10 ) حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه بعد أن توالت عليه الشدائد فأصبح يعيش على الآلام والهوان.
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 9 ) [تغشى البرية كدرة] : استعارة مكنية تصور الكدرة ثوبا أسود، يغطى الكون وينشر الظلام ، وفيها توضيح وإيحاء بانقباض وضيق النفس .
- [تغشى] : توحي بالانتشار والشمول ، و(كدرة) توحي بالضيق .
- [كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] : كناية عن شدة حزن و ألم الشاعر .
ومن خلال الفهم نرى أن هناك تشبيها خفيا حيث شبه ظلمة الكون بظلمة النفس وهذا يدل على مزج النفس بالطبيعة
س : لماذا لا يرضى النقاد عن (أحشائي) في البيت التاسع؟ وما رأيك؟
جـ : يقولون أنها مجلوبة للقافية ؛ لأن الهموم لا تكون إلا في النفس – و الرأي أن الشاعر يريد (القلب) وهو جزء من الأحشاء فتكون (الأحشاء) مجازًا مرسلاً عن القلب علاقته / الكلية ، كما أنه أراد أن يصل إلينا معنى الانقباض كليا . و بالتالي فلا نقد على الشاعر.
- أسلوب البيت التاسع : خبري لإظهار الحزن .
( 10 )- [الأفق معتكر] : استعارة مكنية تصور الأفق ماء عكرًا وسر جمالها التوضيح.
- [قريح جفنه] : استعارة مكنية تصور الأفق إنسانا معذباً تقرحت أجفانه، وفيها تشخيص وإيحاء بما في نفس الشاعر من قلق.
- [يغضى على الغمرات والأقذاء] : استعارة مكنية تصور الأفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها، وفيها تشخيص، وهى امتداد للصورة السابقة وترشيح لها يقويها و الصورة توضح الامتزاج القوى بين الشاعر والطبيعة ، فهو يدير معها الحوار، ويبث فيها الحركة، ويتخذ منها أصدقاء يشكو إليهم، ويشعر بهمومهم .
- [معتكر] : توحي بالانقباض .
-[يغضى] : توحي بالذلة والانكسار.
-[الأقذاء و الغمرات] : العطف للجمع بين الآلام النفسية والمادية ، وجاءتا جمعاً للكثرة .
- أسلوب البيت العاشر : خبري للألم والحسرة
الفكرة الرابعة
أثر مشهد الغروب على الشاعر
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائــــــــــــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــــــــــواء؟
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائــــــــي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــــــــوداء
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمــــــــــــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكـــــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائــــــــي
19ـ وكأني أنست يومي زائـــــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائــــــــــي
اللغويات - يا للغروب : أسلوب تعجب × الشروق - عَبْرَةٍ: دمعة ج عَبَرات
- المستهام : المحب المشتاق - عبرة : عظة ج عِبَر
- صرعة : موتا و المقصود اختفاء - الرائي : الناظر المتأمل
- نزعًا : النزع خروج الروح و الإشراف على الموت. والمراد أن الغروب نهاية للنهار
- مآتم : م مأتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في الأحزان
- ذكرتك : الخطاب لحبيبته التي تركها في القاهرة
- مهابة : خوف ممتزج باحترام مادتها (هيب) - مودع : راحل ، مفارق
- رجاء : أمل. - تبدو : تظهر - تجاه : أمام ، مادتها (وجه)
- نواظرى : عيوني - المترائي : الظاهر - كلمى : جريحة م كليم
- دامية : ملطخة بالدم والمراد حمراء - إزائي : أمامي
- مشعشعا : ممزوجاً مختلطاً - سنا : ضوء × الظلام
- الشعاع : خيوط الضوء ج أشعة ، شُعُع - الغارب : المنحدر إلى الغرب
- الشفق : أشعة حمراء تلون الأفق عند الغروب وتستمر بعده أكثر من ساعة
- النضار : الذهب والمراد هنا لونه - ذراً : م ذروة وهى أعلى الشيء
- العقيق : الياقوت وهو حجر كريم أحمر والمراد هنا السحاب الأحمر ج عقائق ، أعقة
- خلال : بين - غمامتين : سحابتين - تحدرا : سقوطاً و انحداراً
- تقطرت : سقطت - مزجت : اختلطت - رثائي : البكاء على .
- آنست : أحسست - يومي : أي عمري - مسائي : أي نهايتي .
الشرح 11 ) عجبًا للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكى ويوحي للمتأمل بمعاني وعظات بالغة .( 12 ) وهذا المساء فيه نهاية للنهار وموت للشمس، والأضواء الخافتة تبكيها وهى تشيِّعها .( 13 ) وفى قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتك أيتها الحبيبة عند الغروب و قلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك ، والأمل في رؤيتك مع النهار الجديد .( 14 ) إن خواطري الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب . ( 15 ) ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجا بحمرة الأشعة الغاربة .
( 16 ) والشمس تبدو في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تسيل من على السحاب الأحمر على قمم الجبال السوداء و صخورها (يقصد الأمواج) ؛ لتتوجها بالجمال .( 17 ) و لقد انحدرت الشمس نحو الغروب كأنها دمعة حمراء بين جفنين .( 18 ) فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له و قد امتزجت بآخر دموعي ؛
ليشاركني حزني وآلامي .( 19) وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .
س : رأى الشاعر الطبيعة من خلال نفسه. وضح ذلك من خلال فهمك للأبيات (9-11)
جـ : اجتمعت على الشاعر آلامه النفسية العاطفية، وآلامه الجسمية، فأشاع ذلك في نفسه الحزن، فلم ير في الطبيعة جمالها، وإنما رآها من خلال نفسه، فالكون كله مغطى بالسواد، حتى الأفق رآه مظلما، وكأنه شخص مقرح الأجفان، ومنظر الغروب البديع رأى فيه معاني مختلفة، فهو للعاشق مبعث حزن ودموع، وللمتأمل مصدر عظات بالغة .
س : في البيت الثامن عشر ذكر نوعين من الدموع ، ما الفرق بينهما ؟
جـ : نوعا الدموع : دموع الكون – ودموع الشاعر .
- والفرق بينهما أن الدموع الأولى خيالية ( يقصد الشمس ) ، والثانية حقيقية.
س : ما المرآة التي نظر فيها لشاعر؟ وماذا رأى؟
جـ : المرآة التي نظر فيها الشاعر منظر الغروب الذي رأى فيه نهايته كما رأى نهاية النهار.
س : بين الحالة النفسية للشاعر في الأبيات (17-19) موضحاً أسبابها.
جـ : الحالة النفسية للشاعر كئيبة فهو متشائم يحس بقرب نهايته وذلك لشدة مرضه ولوعة الشوق والفراق عليه .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 11 ) - [يا للغروب] : أسلوب إنشائي / نداء للتعجّب يوحي بقوة الانفعال .
- [عَبرة ـ عِبرة] : جناس ناقص له تأثير موسيقىّ، وفيه تحريك للذهن
( 12 )- [أو ليس نزعاً النهار؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للتقرير .
- [ليس نزعا] : تشبيه للغروب (اسم ليس الضمير المستتر العائد على الغروب) بالنزع (خروج الروح) ، وهي صورة توضح مدى الألم النفسي للشاعر .
- [ليس نزعا للنهار] : استعارة مكنية تصور النهار عند الغروب مريضاً يحتضر، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وسر جمالها التشخيص وتوحي بالانقباض النفسي
- [وصرعةً للشمس] : تشبيه للغروب بالصرعة و استعارة مكنية فيها تصوير للشمس بإنسان يصرع ، وهي توحي بالكآبة .
- [نزعًا ـ وصرعةً] : نكرتان للتهويل وفيهما إيحاء بالعنف والقسوة .
- [ومآتم الأضواء] : تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس. وفيه تشخيص، وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر.
يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم) ؛ لأنها تستخدم للفرح و الحزن معاً ، ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل منها ؛ لأنها تفيد الحزن فقط .
( 13 ) [ولقد ذكرتك] : من أساليب التوكيد مؤكد باللام وقد .
- [النهار مودّع] : استعارة مكنية فيها تصوير للنهار بإنسان راحل ، وتوحى بالغروب والظلمة .
- [مهابة ] : لفظة توحي بالخشوع و الخوف الممزوج باحترام ، وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة ذات جسد حي ، ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل و الاحترام ؛ لأنها باعثة الشعر عندهم .
- [مهابة ـ ورجاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار شدة حبّه لها .
( 14 ) [خواطري كلمى] : استعارة مكنية تصور الخواطر جسماً جريحاً وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي.
- [خواطري كدامية السحاب] : تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .
- [دامية السّحاب] : استعارة مكنية تصور السحاب الأحمر جسماً يسيل منه الدم، وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها . والخيال في البيت مركب.
-[إزائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية، لأنها لا تضيف جديدًا بعد قوله (تجاه نواظرى).
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن والألم
( 15 ) [الدمع من جفني يسيل] : كناية عن شدة أحزان الشاعر .
- [جفني] : مجاز مرسل عن العين علاقته/ الجزئية، وسر جماله الإيجازوالدقة في اختيار العلاقة
[المترائي] : كلمة متكّلفة لتكملة القافية، لأن الشعاع ظاهر بالفعل، ولا يحتاج لأن يوصف بالمترائي
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن والألم.
( 16 ) [نضاره] : تشبيه بليغ للشفق ( الضمير الهاء ) بالنضار، وهو الذهب، وسر جماله التوضيح .
- [العقيق] : استعارة تصريحية حيث شبه السحاب الأحمر بالعقيق، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها،
والجمع بين [نضار ـ عقيق] يخالف الجو النفسي الحزين ؛ لأن " الذهب، والعقيق" يوحيان بالسعادة ويمكن الرد بأنه أراد الألوان التى اجتمعت لتزيد من كآبته .
- [الشمس ـ وسوداء] : محسن بديعي/طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [نضار ـ عقيق] : مراعاة نظير تثير الذهن .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الأسى .
س : بين الجو النفسي للأبيات (14-16) ، ومدى ملاءمة الألفاظ والصور له
جـ : الجو النفسي المسيطر على الأبيات جو قاتم حزين، ظهر أثره في اختيار الألفاظ الملائمة له في معظمها مثل ( كلمي - دامية - الدمع - الغارب - سوداء) ولكن بعض الألفاظ تناقض هذا الجو الحزين مثل ( سنا - الشعاع - الشمس - شفق - نضار - العقيق) وكذلك الصور ملائمة للحزن في معظمها مثل ( خواطري كلمي ) و ( دامية السحاب) ولكن بعضها مناقضة للحزن مثل ( نضاره ) و ( العقيق).
( 17 ) البيت السابع عشر كلّه " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس، وهى تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين، وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء، وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .
- أسلوب البيت خبري لإظهار الأسى والحزن .
( 18 ) - [آخر دمعة للكون] : استعارة مكنية تصور الكون إنسانا يذرف آخر دمعة وسر جمالها التشخيص، وتوحي بتجاوب الكون معه .
- [لرثائي] : مجاز مرسل عن الشاعر ، علاقته اعتبار ما سيكون ، حيث لا رثاء لإنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .
- البيت كله : كناية عن إحساس الشاعر بقرب نهايته .
س : لماذا لا يعجب النقاد بـ ( أدمعي ) في البيت وما رأيك ؟
جـ : عاب النقاد ( أدمعي ) لأنها جمع قلة وكان الأحسن منها جمع الكثرة ( دموعي ) - ويمكن الرد على ذلك بأنها ( آخر الأدمع ) فهي قليلة، ولا عيب في ذلك.
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن .
( 19 ) [كأنني آنست يومي زائلاً] : كناية عن التشاؤم واليأس من الحياة .
- [يومي] : مجاز مرسل عن " العمر " علاقته / الجزئية وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
- [المرآة] : استعارة تصريحية تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .
- [مسائي] : استعارة تصريحية تصور نهايته بالمساء.
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الحزن واليأس .
التعليق
- اللون الأدبي : القصيدة من الأدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة .
الفن الشعري : فن الشعر الغنائي .
تذكر : فنون الشعر ثلاثة : شعر غنائي – شعر مسرحي – شعر قصصي أو ملحمي
- غرض النص : الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيرا عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها.
- ملامح شخصية الشاعر :
1- رقيق الشعور، مرهف الحس .2- واسع الثقافة، عميق الفكر.3 - رائع التصوير والتعبير .
4 - مجدد في الشعر فهو رائد المدرسة الرومانسية لتأثره بالرومانسية الفرنسية.
- خصائص أسلوبه: 1- وضوح الألفاظ ، مع التمسك بالفصاحة وإحكام الصياغة والزهد في المحسنات.
2- والتنويع بين الخبر والإنشاء .3- عمق المعاني والابتكار فيها ورسم الصور الكلية .
4- صدق التجربة والوحدة العضوية. 5- الجمع بين أصالة القديم وروعة الجديد .
- من ملامح المحافظة على القديم :
(أ) التزام وحدة الوزن والقافية (ب) أصالة اللغة ودقتها. (ج) انتزاع بعض الصور من التراث القديم.
- من ملامح التجديد :
(أ) اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار. (ب) رسم الصور الكلية.
(ج) الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي. (د) التشخيص ومزج النفس بالطبيعة.
س : هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟
جـ : لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من :
1 – وحدة الموضوع : وهو وصف الطبيعة في المساء من خلال وجدان حزين .
2 – وحدة الجو النفسي : حيث سيطر الحزن وخيم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها .
3 – ترتيب الأفكار و ترابطها وانسجامها : فقد جاءت مرتبة و مترابطة بحيث لا نستطيع تقديم بيت على بيت أو نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً .
س : وضح شروط جودة القافية، ومدى تحققها في الأبيات؟
جـ : شروط جودة القافية :
1- أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة .2- ملائمة في موسيقاها للجو النفسي .
3- أن تكون نابعة من معنى البيت .
ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ لأنها لا تضيف جديدًا، وكذلك ( إزائي ) بعد قوله ( تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر.
س : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه .. إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟
جـ : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا المذهب لنشأته في طبيعةلبنان الجميلة ، وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ، وقصيدته (المساء) نموذج لهذا الاتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ، وانعكس ذلك على نظرته للطبيعة ، فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ، فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره ونهايته .
س : بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟
جـ : يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه كلي ، يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ، وفيه امتداد وتركيب يدل على العمق ، ويؤثر في النفس ، ويميل إلى الحزن ، ويوحي بالغربة وشدة الألم .- وقصيدة (المساء) خير مثال واضح لذلك .
أسئلة و تدريبات
( 1 )
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
(أ) - هات مفرد " مُنى" ،والمراد بـ " التعلة"ومضاد:"الكآبة"فى جمل توضح معناها.
- التقديم في (عبث طوافي): (للاهتمام - لتقوية الحكم - للقصر)
- (متفرد) من المشتقات: (اسم فاعل - اسم مفعول - اسم مكان)
(ب) - ما الفكرة التى تدورحولها الأبيات؟ وما أثر عاطفته فى اختيار الكلمات ؟
(جـ) - ما المراد بالغربة؟ وما دوافعها؟
( 2 )
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
( أ ) - اختر الصحيح مما بين القوسين :
- مفرد خواطرى ( خطرة – خطر – خاطرة – خطير )
- مرادف (ثاو) : ( ثابت – مقيم – مضطرب – قلق )
- مضادا (كمدا ) : ( رضا - راحة – سرورا – متعة )
- جمع (أصم): (صمام - صُمُّ – أصمَّاء – صمم )
- مصدر (ينتاب): (نوبة - تناوب – انتاب – نبه )
- غرض الخبر في البيت الثالث: (الإشفاق - الإعجاب – التهديد – التعظيم )
(ب) - تعبر الأبيات عن الحالة النفسية للشاعر من خلال مناجاته للطبيعة وضح ذلك
(ج) - استخرج من الأبيات صورة خيالية ومحسنا بديعيا ووضحهما وبين قيمة كل منهما الفنية
(د) - أيهما أفضل : أن يقول الشاعر ( هائج الجوانب ) أو (خفاق الجوانب ) . علل لما تقول - وبين لماذا خص الشاعر مناجاة البحر بساعة الإمساء ؟
( 3 )
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر , قريح جفنـــه يغضي على الغمرات والأقذاء
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائـــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــواء؟
(أ) - ضع مرادف " تغشى "، ومفرد " لأقذاء " فى جملتين من تعبيرك.
- نبحث في المعجم الوسيط عن (البرية) في: (برى - برو - برأ)
- مرادف (كمدا): بأسًا - ضيقًا - حزنًا مكتومًا).
- (يا للغروب) أسلوب: (نداء للتنبيه - تعجب - استغاثة)
- (المآتم): (مجتمع الناس في الأفراح - في الأحزان - في الأفراح والأحزان)
(ب) - رأى الشاعر الطبيعة من خلال نفسه. وضح ذلك.
(جـ) - من البيت الثالث استخرج لونا من ألوان البديع، وبين سر جماله.
( هـ ) - (مآتم الأضواء) - (جنائز الأضواء) أي التعبيرين أجمل؟ ولماذا؟
( 4 )
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظـــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
( أ ) - ضع مرادف " مهابة " وجمع " النهار " في جملتين من تعبيرك .
- مرادف (مشعشعا): (مضيئا - متفرقا - مختلطا)
- (كلمى) جمع: (كليم - متكلم - كلمة)
(ب) - لجأ الشاعر إلي البحر يشكو له همومه ،وأقام على صخر لا يحس بآلامه .وضح هذا الموقف من خلال هذه الأبيات .
(جـ) - عين في الأبيات صورة خيالية ،ووضحها ، ثم اذكر قيمتها الفنية .
( 5 )
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمـــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائي
19ـ وكأنني أنست يومي زائـــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائـي
( أ ) اختر الصواب مما بين القوسين :
- كأنني آنست يومي زائلا : صورة نوعها ( تشبيه - استعارة - كناية )
- نبحث في المعجم عن ( زائلا ) في : ( زال - زول - زيل )
( ب ) امتزج الفكر بوجان الشاعر . وضح ذلك من خلال الأبيات .
( جـ ) يقال أن الغرض الشعري لهذه القصيدة قديم ، وقد جدد فيه مطران . وضح .
( د ) استخرج من الأبيات لوحة فنية (صورة كلية) ووضحها .
( هـ ) وضح الخيال فى البيت الأخير موضحا رأيك .
( 6 )
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
(أ) - تخير الصواب مما بين الأقواس لما يلى:
- " مهابة " يراد بها: (إجلال و احترام- خوف وإشفاق: حيرة وتردد)
- " خو اطرى" مفرد ها: (خطر- خاطر ة- خَطْرة)
- " السنا " مضادها: (الظلمة- القبح- النشاز)
( ب) - الشاعر- فى الأبيات- يرى الطبيعة من خلال وجدانه- اشرح ذلك.
(جـ) - عين فى البيت الأول صورة بيانية، وبين أثرها- ئم اذكر سر الجمال فى التعبير بقوله: "......... بين مهابة ورجاء" فى البيت نفسه.
الشاعر :ولد شاعر القطرين ( مصر – ولبنان ) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872 في أسرة عربية تنتمي إلى الغساسنة ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1893 ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين (مصر - ولبنان) ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث ) .كما ترجم مع شاعر النيل (حافظ إبراهيم ) كتاب ( الموجز في الاقتصاد) ، وعين رئيسا للفرقة القومية ، وظل كذلك حتى توفي سنة 1949 ، وهو رائد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان مطبوع يسمى (ديوان الخليل) .
التجربة الشعرية :
عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة سنة 1902م مرض على إثرها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه(النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعف الألم ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض و اسودت الدنيا في وجهه ، وخرج ذات يوم قبل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى كيف قضى الليل على حياة النهار ، فتخيل أن هذا الحب الفاشل سوف يقضي على حياته كما قضى الليل على النهار فانفعل بهذا الموقف و كتب هذه الأبيات النابعة من تجربته الذاتية الصادقة، ومطلعها:
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِــــــفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَــائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعـَفَاءِ
- صبوتي : رغبتي واشتياقي - بُرَحَائي : عذاب المرض وشدته
- الضعيفين :الحب والمرض .
نوع التجربة : ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه .
العاطفة المسيطرة :
عاطفة الحزن الشديد و الأسى بسبب لوعة فراق المحبوبة ، وعناء المرض .
الأبيات
دوافع ونتائج غربة الشاعر
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
مشاركة الطبيعة للشاعر وامتزاجه بها
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
ظلمات و أحزان
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر ,قريح جفنــــه يغضي علــــى الغمرات والأقذاء
أثر مشهد الغروب على الشاعر
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائـــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــواء؟
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمـــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائي
19ـ وكأنني أنست يومي زائـــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائـي
الفكرة الأولى
دوافع ونتائج غربة الشاعر
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
اللغويـات
- أقمت: مكثت × رحلت - التعلة: التعلل والتشاغل و التلهي × الفراغ - المنى : الآمال م مُنية - دوائي : علاجي . - يشف : يبرئ × يمرض - طيب : حسن وجمال ج أطياب ، طيوب
- يلطف : يهدئ ، يخفف - النيران : أي الأشواق - عبث : لا فائدة منه - طوافي : تنقلي ، ترحالي × استقراري - علة : مرض ج علل - منفاي : أي غربتي ج منافٍ
- الاستشفاء : طلب الشفاء - صبابتي : شدة شوقي - كآبتي : حزن نفسي × فرحي
- عنائي : تعبي وألمي × راحتي مادتها (عنو) .
الشرح 1 ) لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريبًا في الإسكندرية، على أمل الشفاء - كما زعموا - من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني .
( 2 ) وإذا كان هواء الإسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي
( 3 ) ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق، فأضافت إلى علة الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة.
( 4 ) وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآلامًا فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد .
س : يكشف البيت الأول عن فجوة بين توقعات الشاعر وواقعه.. كيف ذلك ؟
جـ : كان يتوقع الشفاء ، فكان الواقع استمرار المرض وشدة الشوق و اللوعة ، فجمع بين مرض الجسم وتباريح (آلام) الحب .
س : ما المراد بالغربة؟ وما دوافعها؟ وما نتائجها ؟
جـ : الغربة المقصودة هنا: الذهاب إلى الإسكندرية على أمل الشفاء من المرض ، وكان هذا استجابة لمشورة الأصحاب، ولكن الهواء الجميل إن ساعد على شفاء أمراض الجسم فلن يستطيع أن يخفف آلام الحب أو يطفئ نيران الشوق. وكان نتيجته الشعور بالغربة والألم وزيادة العلة.
س : ما تأثير علة مفارقة المحبوبة و علة الغربة على نفس الشاعر ؟
جـ : جعلتاه يعيش حالة من الوحدة القاسية (متفرد) ومن آثارها الكآبة ، ونتيجتها العناء والتعب .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 1 ) [إني أقمت] : أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في الاستشفاء
- [التعلّة] : لفظة توحي بالتعلق بالآمال الكاذبة و الأوهام الخادعة .
- [إني أقمت على التعلة بالمنى] : كناية عن آمال الشاعر في التخلص من آلام المرض و الحب .
- [في غربة تكون دوائي] : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم، ويوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر( في) يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب
- [غربة] : نكرة للتهويل والتنفير .
- [أقمت - غربة] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
- [قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم الاقتناع بفائدة هذه الرحلة ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين .
- أسلوب البيت : خبري للتحسر والألم ..
( 2 ) [إن] : الشرطية تدل على شكه في الشفاء .
- [إن يشف هذا الجسم طيب هوائها] : استعارة مكنية تصور الهواء دواء يشفى الجسم من المرض ، وسر جمالها التوضيح .
- [هذا الجسم] : الإشارة إلى الجسم توحي باليأس من الشفاء .
- [أيلطف النيران طيب هواء؟] : النيران: استعارة تصريحية فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم وإيحاء
بشدة المعاناة.
- [أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد ، وهو بذلك يؤكد حقيقةً علميةً وهى أن الهواء يزيد النار اشتعالاً فكيف يزعم الزاعمون أنه يلطفها ؟!
- في البيت الثاني : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه قوله (أيلطف النيران.. إلخ) فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفى آلام الأشواق النفسية .
( 3 ) [عبث طوافي] : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث) على المبتدأ المعرفة ؛ للتخصيص و للتأكيد على أنه لايتوقع الشفاء.
- [عبث طوافي] : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
- [علة في علة منفاي] : تشبيه للمنفي (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .
- [علة في علة] : كناية عن تداخل و تراكم الآلام والعلل .
- [منفاي] : استعارة تصريحية ، حيث صور الإسكندرية بالمنفى , وهي توحي بالوحشة وبعدم قدرته على البقاء فيها .
- [علة ـ استشفاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [عبث ـ علة] : نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة.
( 4 ) البيت الرابع : كله كناية عن تعدد الآلام والهموم والأحزان .
- [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن
- [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء .
و إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .
و تكرار لفظ (متفرّد) يؤكد الشعور بالألم وانفراده.
البيت الرابع : نتيجة لما قبله من (علة في علة) أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة: سببها الصبابة ـ التي تؤدى إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .
- أسلوب البيت الرابع : خبري للحسرة
س : لم قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؟
جـ : قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؛ لأن الصبابة هي التي تؤدي إلى الكآبة .
س : وضح ما في الأبيات (1-4) من ترابط فكرى وشعوري.
جـ : الترابط الفكري واضح في الانتقال من فكرة إلى أخرى حيث أكد في البيت الأول إقامته في الغربة طلبًا للشفاء المزعوم وفى البيت الثاني يشكك في هذا الشفاء ؛ لأن طيب الهواء قد يشفى الجسم لكنه يشعل نيران الحب. وفى البيت الثالث يؤكد أن هذا الطواف في البلاد عبث وزيادة في المرض . وفى البيت الرابع كانت النتيجة لذلك وهى التفرد بالصبابة والكآبة والعناء. وهذه الأبيات مترابطة في الفكر والشعور ، فكل بيت يسلمك إلى ما بعده ، والعاطفة الحزينة تظهر في اختيار الألفاظ الدالة على الحزن مثل (غربة - النيران - عبث - علة - في علة - منفاي - صبابتي - عناني - متفرد) .
س : ماذا كانت دوافع الغربة عند خليل مطران ؟ وإلي أي مدى نجحت الغربة في تحقيق هذه الدوافع ؟
جـ : الشعور بالغربة من صفات شعراء الرومانسية ، وكانت دوافعها عنده :
فراره من وطنه إلي فرنسا خوفه من اضطهاد الأتراك له ، وشعوره باختلافه عمن حوله في الفكر والإحساس ؛ فهو غريب بينهم ، وقد نجحت هذه الغربة في تحقيق دوافعها والتحليق في سماء الخيال الحزين والاتجاه الرومانسي الذي عرف به .
الفكرة الثانية
مشاركة الطبيعة للشاعر وامتزاجه بها
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
اللغويات - خواطري: أفكاري م خاطر - الهوجاء : الشديدة ج هوج مذكرها أهوج .
-صخر أصم : صلب مصمت وجمع أصم وصماء: صم - ثاو: مقيم
- ينتابها : يصيبها ويتوالى عليها - مكارهى : أحزاني و كل ما يكرهه الإنسان م مكره
- يفتها : يفتتها و يكسرها - السقم : المرض ج أسقام - خفّاق : مضطرب - كمداً : حزنا ًشديداً مكتوماً × سرورًا
الشرح 5 ) في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري، فيجيبني برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
( 6 ) وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنياً أن يكون قلبي قاسياً قوياً مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يشعر بالألم وعذاب الفراق .
( 7 ) فوجدت الصخرة تعاني مثل معاناتي فتتفتت أمام الموج كما تتفتت أعضائي في مواجهة آلام المرض .
( 8 ) والبحر مضطرب الأمواج ضائق كصدري في حزنه ساعة المساء . فالبحر يضيق بأمواجه والصدر يضيق بأحزانه .
س : لمَ اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟
جـ : اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ لأن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ، وقد اختار البحر لأنه مشابه له في اضطرابه ، كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آلامه ، كما أنه فقد الثقة بالناس فلم يجد أمامه إلا البحر ليبث إليه شكواه .
س : ما الذي يتمناه الشاعر في البيت السادس ؟ ولماذا ؟
جـ : يتمنى أن يكون قلبه صلبا قاسيا كالصخرة ؛ حتى لا يشعر بآلام الحب والشوق .
س : لجأ الشاعر إلى البحر يشكو له همومه، وأقام على صخر لا يحس بآلامه. وضح هذا الموقف من خلال الأبيات (5-7)
جـ : ذهب الشاعر إلى الإسكندرية حيث الطبيعة الجميلة للاستشفاء إثر آلامه النفسية العاطفية، فلجأ إلى البحر و اتخذه صديقا يبثه نجواه ويشكو له همومه، ولا يجد إجابة إلا تدافع الرياح... ويقيم على صخر لا يحس بآلامه، فيتمنى أن يكون له قلب قاس صلب مثل الصخرة، حتى لا يشعر بآلام الحب والفراق. تلك الصخرة التي تستقبل تدافع الأمواج التي تؤثر فيها وتفتتها، كما تتدافع الآلام النفسية والجسدية على قلب الشاعر، فتؤثر في جسمه كله.
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 5 ) - [شاك] : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ، والحذف للتركيز على معنى الألم والشكوى و لإثارة الذهن .
- [شاك إلى البحر] : استعارة مكنية ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة .
- [يجيبني برياحه الهوجاء] : استعارة مكنية تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه، وإنساناً يجيبه .
- [شاك ـ ويجيبني] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [فيجيبني] : استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر
- [رياحه الهوجاء] : تعبير يدل على شدة هياجه وانفعاله فالبحر يعاني مثله -أسلوب البيت الخامس : خبري لإظهار القلق والحيرة .
( 6 ) - [ثاو على صخر أصمّ] : تعبير يدل على طول ملازمته للبحر، وعمق تأمله ، وفيه إيجاز بالحذف، وتقديره (أنا ثاو)، وهو أسلوب خبري لإظهار الألم.
- [صخر أصمّ] : تعبير يوحي بفقد الإحساس و الشعور .
- [ليت لي قلباً كهذى الصخرة الصماء] : تشبيه للقلب بالصخرة في صلابتها وقوتها ، يوضح أمنية الشاعر في عدم الإحساس ، وهو يوحي بكثرة الآلام.
- [وليت لي قلبًا ...] : أسلوب إنشائي بصيغة التمني لإظهار الحسرة والألم والاستبعاد .
س : كل من (شاك - وثاو) ملائم لموضعه. وضح ذلك.
جـ : (شاك) تلائم الحديث إلى البحر ؛ لأنه واسع يمكن أن يتجاوب معه ويكتم سره. و (ثاو) يلائم الصخرة ؛ لأن طول الملازمة يحتاج إلى شيء ثابت قوى يقيم عليه.
( 7 ) [ينتابها] : مضارع يفيد التجدد، وهذا يلائم تتابع الموج .
- [ينتابها موج كموج مكارهى] : تشبيه لموج البحر في تتابعه على الصخرة بموج المكاره(الأحزان) التي تتابعت عليه من الحب والمرض والغربة، وفيه توضيح وإيحاء بكثرة الهموم.
- [موج مكارهى] : تشبيه للمكاره في كثرتها بالموج ، وهذا خيال مركب، حيث جعل الموج مشبها به في صورتين لتعميق الخيال .
- [يفتّها كالسقم في أعضائي] : تشبيه لموج البحر حين يفتت الصخر بالمرض في إضعاف الأعضاء .
- البيت السابع : أسلوبه خبري لإظهار الأسى والحزن.
س : رسم الشاعر في الأبيات (5 -7) لوحة فنية . وضح .
جـ : رسم الشاعر في الأبيات لوحة كلية تجسم مشاعره الحزينة
أجزاؤها : الشاعر و مشاهد من البحر والصخر والموج.
- خطوطها الفنية " أطرافها " : (صوت) نسمعه في (شاك – يجيبني) و (لون) نراه في زرقة البحر وسواد الصخر و(حركة) نحسها في (اضطراب - الهوجاء - ينتابها - يفتها). وقد وفق الشاعر في رسم هذه اللوحة ؛ لأنها اجتمعت لها الأجزاء و تآلفت فيها الأطراف ، واستطاعت أن توضح الفكرة و تنقل الإحساس .
( 8 ) [البحر خفّاق الجوانب ضائق كمدًا] : س/ م تصور البحر إنساناً حزيناً ضيق الصدر، وفيها تشخيص، وتوحي باندماج الشاعرمع الطبيعة في الأحزان .
- [خفاق] : صيغة مبالغة تدل على شدة الاضطراب واستمراره .
-[والبحر ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساء] : تشبيه للبحر في ضيقه بصدره وقت الغروب ، و يوحي بكثرة هموم الشاعر وقت المساء، وخص الشاعر المساء ؛ لأنه وقت تجمع الهموم، وتراكمها على القلوب .
-[كمداً] : توحي بشدة الألم .
-[ صدري] : مجاز مرسل عن القلب ، علاقته : المحلية .
- [ساعة الإمساء] : توحي بالخوف والرهبة .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الضيق والألم.
- يرى بعض النقاد أن البيت الثامن يجب أن يكون بعد البيت الخامس ؛ ليناسب الحديث مع البحر .
س : التشخيص هو إضفاء صفة الحياة علي الجماد .. بين إلي أي مدى نجح مطران في ذلك
جـ : شخص مطران عناصر الطبيعة وأجرى معها الحوار ، وبثها شكواه ، وبعث فيها الحياة ، ونجح في ذلك كقوله :
- شاك إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبني برياحه الهوجاء
فقد صور البحر بصورة إنسان يلجأ إليه ويشكو إليه أحزانه ، فيجيبه البحر برياحه الهوجاء وأمواجه المضطربة ، فهو مثله في الاضطراب والقلق ، كأنه شخص يحس بإحساسه ويشاركه اضطرابه ، وفي ذلك تشخيص وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر .
الفكرة الثالثة ظلمات و أحزان
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر , قريح جفنـــه يغضي على الغمرات والأقذاء
اللغويات - تغشى : تغطى - كدرة : سواد وظلام
- البرية : المخلوقات ج برايا ، من "برأ" بمعنى خلق .
- أحشائي : الأحشاء كل ما بداخل الجوف والمراد القلب م حشا - الأفق : منتهى مد البصر ج آفاق - معتكر : مظلم - قريح : جريح، والمراد محمر و ملتهب من البكاء الشديد ج قرحى
- الجفن : غطاء العين ج جفون وأجفان - يغضى : يغمض
- الغمرات : الشدائد م غمرة - الأقذاء : م قذًى وهو ما يقع في العين من تراب ونحوه .
الشرح ( 9 ) والكون كله قد غلفه السواد وكأن الأحزان السوادء التي تملأ نفسي صعدت إلى عيني فأصبحت لا أرى إلا الظلام .( 10 ) حتى الأفق الممتد مظلم يختلط سواده بحمرة الشفق فكأنه شخص مهموم قد تقرحت أجفانه بعد أن توالت عليه الشدائد فأصبح يعيش على الآلام والهوان.
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 9 ) [تغشى البرية كدرة] : استعارة مكنية تصور الكدرة ثوبا أسود، يغطى الكون وينشر الظلام ، وفيها توضيح وإيحاء بانقباض وضيق النفس .
- [تغشى] : توحي بالانتشار والشمول ، و(كدرة) توحي بالضيق .
- [كأنّها صعدت إلى عيني من أحشائي] : كناية عن شدة حزن و ألم الشاعر .
ومن خلال الفهم نرى أن هناك تشبيها خفيا حيث شبه ظلمة الكون بظلمة النفس وهذا يدل على مزج النفس بالطبيعة
س : لماذا لا يرضى النقاد عن (أحشائي) في البيت التاسع؟ وما رأيك؟
جـ : يقولون أنها مجلوبة للقافية ؛ لأن الهموم لا تكون إلا في النفس – و الرأي أن الشاعر يريد (القلب) وهو جزء من الأحشاء فتكون (الأحشاء) مجازًا مرسلاً عن القلب علاقته / الكلية ، كما أنه أراد أن يصل إلينا معنى الانقباض كليا . و بالتالي فلا نقد على الشاعر.
- أسلوب البيت التاسع : خبري لإظهار الحزن .
( 10 )- [الأفق معتكر] : استعارة مكنية تصور الأفق ماء عكرًا وسر جمالها التوضيح.
- [قريح جفنه] : استعارة مكنية تصور الأفق إنسانا معذباً تقرحت أجفانه، وفيها تشخيص وإيحاء بما في نفس الشاعر من قلق.
- [يغضى على الغمرات والأقذاء] : استعارة مكنية تصور الأفق إنساناً يغمض عينه على ما أصابها من أتربة تؤلمها، وفيها تشخيص، وهى امتداد للصورة السابقة وترشيح لها يقويها و الصورة توضح الامتزاج القوى بين الشاعر والطبيعة ، فهو يدير معها الحوار، ويبث فيها الحركة، ويتخذ منها أصدقاء يشكو إليهم، ويشعر بهمومهم .
- [معتكر] : توحي بالانقباض .
-[يغضى] : توحي بالذلة والانكسار.
-[الأقذاء و الغمرات] : العطف للجمع بين الآلام النفسية والمادية ، وجاءتا جمعاً للكثرة .
- أسلوب البيت العاشر : خبري للألم والحسرة
الفكرة الرابعة
أثر مشهد الغروب على الشاعر
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائــــــــــــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــــــــــواء؟
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائــــــــي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــــــــوداء
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمــــــــــــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكـــــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائــــــــي
19ـ وكأني أنست يومي زائـــــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائــــــــــي
اللغويات - يا للغروب : أسلوب تعجب × الشروق - عَبْرَةٍ: دمعة ج عَبَرات
- المستهام : المحب المشتاق - عبرة : عظة ج عِبَر
- صرعة : موتا و المقصود اختفاء - الرائي : الناظر المتأمل
- نزعًا : النزع خروج الروح و الإشراف على الموت. والمراد أن الغروب نهاية للنهار
- مآتم : م مأتم وهو كل مجتمع في حزن أو فرح وغلب استعماله في الأحزان
- ذكرتك : الخطاب لحبيبته التي تركها في القاهرة
- مهابة : خوف ممتزج باحترام مادتها (هيب) - مودع : راحل ، مفارق
- رجاء : أمل. - تبدو : تظهر - تجاه : أمام ، مادتها (وجه)
- نواظرى : عيوني - المترائي : الظاهر - كلمى : جريحة م كليم
- دامية : ملطخة بالدم والمراد حمراء - إزائي : أمامي
- مشعشعا : ممزوجاً مختلطاً - سنا : ضوء × الظلام
- الشعاع : خيوط الضوء ج أشعة ، شُعُع - الغارب : المنحدر إلى الغرب
- الشفق : أشعة حمراء تلون الأفق عند الغروب وتستمر بعده أكثر من ساعة
- النضار : الذهب والمراد هنا لونه - ذراً : م ذروة وهى أعلى الشيء
- العقيق : الياقوت وهو حجر كريم أحمر والمراد هنا السحاب الأحمر ج عقائق ، أعقة
- خلال : بين - غمامتين : سحابتين - تحدرا : سقوطاً و انحداراً
- تقطرت : سقطت - مزجت : اختلطت - رثائي : البكاء على .
- آنست : أحسست - يومي : أي عمري - مسائي : أي نهايتي .
الشرح 11 ) عجبًا للغروب وما يحمل من معانٍ مختلفة ؛ فهو يحرك بحار الحزن في نفس العاشق فيبكى ويوحي للمتأمل بمعاني وعظات بالغة .( 12 ) وهذا المساء فيه نهاية للنهار وموت للشمس، والأضواء الخافتة تبكيها وهى تشيِّعها .( 13 ) وفى قلب هذا المشهد المؤلم ذكرتك أيتها الحبيبة عند الغروب و قلبي مضطرب يتبادله الخوف من فقدك ، والأمل في رؤيتك مع النهار الجديد .( 14 ) إن خواطري الحزينة الجريحة تظهر أمام عيني كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي لحظة الغروب . ( 15 ) ودمعي يسيل متدفقاً من جفني ممزوجا بحمرة الأشعة الغاربة .
( 16 ) والشمس تبدو في ساعة الغروب بأشعتها الذهبية الغارقة في الشفق وهي تسيل من على السحاب الأحمر على قمم الجبال السوداء و صخورها (يقصد الأمواج) ؛ لتتوجها بالجمال .( 17 ) و لقد انحدرت الشمس نحو الغروب كأنها دمعة حمراء بين جفنين .( 18 ) فتخيلت أن الكون يذرف آخر دمعة له و قد امتزجت بآخر دموعي ؛
ليشاركني حزني وآلامي .( 19) وكأنني أحسست قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها هذا المساء الكئيب .
س : رأى الشاعر الطبيعة من خلال نفسه. وضح ذلك من خلال فهمك للأبيات (9-11)
جـ : اجتمعت على الشاعر آلامه النفسية العاطفية، وآلامه الجسمية، فأشاع ذلك في نفسه الحزن، فلم ير في الطبيعة جمالها، وإنما رآها من خلال نفسه، فالكون كله مغطى بالسواد، حتى الأفق رآه مظلما، وكأنه شخص مقرح الأجفان، ومنظر الغروب البديع رأى فيه معاني مختلفة، فهو للعاشق مبعث حزن ودموع، وللمتأمل مصدر عظات بالغة .
س : في البيت الثامن عشر ذكر نوعين من الدموع ، ما الفرق بينهما ؟
جـ : نوعا الدموع : دموع الكون – ودموع الشاعر .
- والفرق بينهما أن الدموع الأولى خيالية ( يقصد الشمس ) ، والثانية حقيقية.
س : ما المرآة التي نظر فيها لشاعر؟ وماذا رأى؟
جـ : المرآة التي نظر فيها الشاعر منظر الغروب الذي رأى فيه نهايته كما رأى نهاية النهار.
س : بين الحالة النفسية للشاعر في الأبيات (17-19) موضحاً أسبابها.
جـ : الحالة النفسية للشاعر كئيبة فهو متشائم يحس بقرب نهايته وذلك لشدة مرضه ولوعة الشوق والفراق عليه .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
( 11 ) - [يا للغروب] : أسلوب إنشائي / نداء للتعجّب يوحي بقوة الانفعال .
- [عَبرة ـ عِبرة] : جناس ناقص له تأثير موسيقىّ، وفيه تحريك للذهن
( 12 )- [أو ليس نزعاً النهار؟] : أسلوب إنشائي / استفهام للتقرير .
- [ليس نزعا] : تشبيه للغروب (اسم ليس الضمير المستتر العائد على الغروب) بالنزع (خروج الروح) ، وهي صورة توضح مدى الألم النفسي للشاعر .
- [ليس نزعا للنهار] : استعارة مكنية تصور النهار عند الغروب مريضاً يحتضر، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وسر جمالها التشخيص وتوحي بالانقباض النفسي
- [وصرعةً للشمس] : تشبيه للغروب بالصرعة و استعارة مكنية فيها تصوير للشمس بإنسان يصرع ، وهي توحي بالكآبة .
- [نزعًا ـ وصرعةً] : نكرتان للتهويل وفيهما إيحاء بالعنف والقسوة .
- [ومآتم الأضواء] : تشبيه للأضواء بجماعة تودع الشمس. وفيه تشخيص، وإيحاء باستمرار كآبة الشاعر.
يعيب النقاد على الشاعر استخدام كلمة (مآتم) ؛ لأنها تستخدم للفرح و الحزن معاً ، ويرون أن كلمة (جنائز) أفضل منها ؛ لأنها تفيد الحزن فقط .
( 13 ) [ولقد ذكرتك] : من أساليب التوكيد مؤكد باللام وقد .
- [النهار مودّع] : استعارة مكنية فيها تصوير للنهار بإنسان راحل ، وتوحى بالغروب والظلمة .
- [مهابة ] : لفظة توحي بالخشوع و الخوف الممزوج باحترام ، وهذا يدل على نظرة الرومانسيين للمحبوبة على أنها ليست امرأة ذات جسد حي ، ولكنها تحمل عندهم معنى التبجيل و الاحترام ؛ لأنها باعثة الشعر عندهم .
- [مهابة ـ ورجاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار شدة حبّه لها .
( 14 ) [خواطري كلمى] : استعارة مكنية تصور الخواطر جسماً جريحاً وفيها تجسيم وإيحاء بالتمزق النفسي.
- [خواطري كدامية السحاب] : تشبيه لخواطره الحزينة بالسحاب وهي صورة توحي بقوة امتزاجه بالطبيعة .
- [دامية السّحاب] : استعارة مكنية تصور السحاب الأحمر جسماً يسيل منه الدم، وفيها توضيح للفكرة برسم صورة لها . والخيال في البيت مركب.
-[إزائي] : كلمة متكلفة لتكملة القافية، لأنها لا تضيف جديدًا بعد قوله (تجاه نواظرى).
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن والألم
( 15 ) [الدمع من جفني يسيل] : كناية عن شدة أحزان الشاعر .
- [جفني] : مجاز مرسل عن العين علاقته/ الجزئية، وسر جماله الإيجازوالدقة في اختيار العلاقة
[المترائي] : كلمة متكّلفة لتكملة القافية، لأن الشعاع ظاهر بالفعل، ولا يحتاج لأن يوصف بالمترائي
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن والألم.
( 16 ) [نضاره] : تشبيه بليغ للشفق ( الضمير الهاء ) بالنضار، وهو الذهب، وسر جماله التوضيح .
- [العقيق] : استعارة تصريحية حيث شبه السحاب الأحمر بالعقيق، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها،
والجمع بين [نضار ـ عقيق] يخالف الجو النفسي الحزين ؛ لأن " الذهب، والعقيق" يوحيان بالسعادة ويمكن الرد بأنه أراد الألوان التى اجتمعت لتزيد من كآبته .
- [الشمس ـ وسوداء] : محسن بديعي/طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
- [نضار ـ عقيق] : مراعاة نظير تثير الذهن .
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الأسى .
س : بين الجو النفسي للأبيات (14-16) ، ومدى ملاءمة الألفاظ والصور له
جـ : الجو النفسي المسيطر على الأبيات جو قاتم حزين، ظهر أثره في اختيار الألفاظ الملائمة له في معظمها مثل ( كلمي - دامية - الدمع - الغارب - سوداء) ولكن بعض الألفاظ تناقض هذا الجو الحزين مثل ( سنا - الشعاع - الشمس - شفق - نضار - العقيق) وكذلك الصور ملائمة للحزن في معظمها مثل ( خواطري كلمي ) و ( دامية السحاب) ولكن بعضها مناقضة للحزن مثل ( نضاره ) و ( العقيق).
( 17 ) البيت السابع عشر كلّه " تشبيه تمثيلي " فقد شبه صورة الشمس، وهى تمر بين سحابتين بصورة دمعة تسقط من بين جفنين، وقد انعكست عليها ألوان الشفق فكانت حمراء، وهو يوضح الفكرة ويوحي بحزن الشاعر .
- أسلوب البيت خبري لإظهار الأسى والحزن .
( 18 ) - [آخر دمعة للكون] : استعارة مكنية تصور الكون إنسانا يذرف آخر دمعة وسر جمالها التشخيص، وتوحي بتجاوب الكون معه .
- [لرثائي] : مجاز مرسل عن الشاعر ، علاقته اعتبار ما سيكون ، حيث لا رثاء لإنسان على قيد الحياة ولكن بعد مماته .
- البيت كله : كناية عن إحساس الشاعر بقرب نهايته .
س : لماذا لا يعجب النقاد بـ ( أدمعي ) في البيت وما رأيك ؟
جـ : عاب النقاد ( أدمعي ) لأنها جمع قلة وكان الأحسن منها جمع الكثرة ( دموعي ) - ويمكن الرد على ذلك بأنها ( آخر الأدمع ) فهي قليلة، ولا عيب في ذلك.
- أسلوب البيت خبري لإظهار الحزن .
( 19 ) [كأنني آنست يومي زائلاً] : كناية عن التشاؤم واليأس من الحياة .
- [يومي] : مجاز مرسل عن " العمر " علاقته / الجزئية وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة .
- [المرآة] : استعارة تصريحية تصور مشهد الغروب مرآة تعكس نهايته .
- [مسائي] : استعارة تصريحية تصور نهايته بالمساء.
- أسلوب البيت : خبري لإظهار الحزن واليأس .
التعليق
- اللون الأدبي : القصيدة من الأدب الوجداني حيث ينقل الشاعر أحاسيسه ومشاعره الذاتية الخاصة .
الفن الشعري : فن الشعر الغنائي .
تذكر : فنون الشعر ثلاثة : شعر غنائي – شعر مسرحي – شعر قصصي أو ملحمي
- غرض النص : الوصف الذي تطور في العصر الحديث فصار تعبيرا عما في النفس من مشاعر مع امتزاج بالطبيعة وتشخيص لها.
- ملامح شخصية الشاعر :
1- رقيق الشعور، مرهف الحس .2- واسع الثقافة، عميق الفكر.3 - رائع التصوير والتعبير .
4 - مجدد في الشعر فهو رائد المدرسة الرومانسية لتأثره بالرومانسية الفرنسية.
- خصائص أسلوبه: 1- وضوح الألفاظ ، مع التمسك بالفصاحة وإحكام الصياغة والزهد في المحسنات.
2- والتنويع بين الخبر والإنشاء .3- عمق المعاني والابتكار فيها ورسم الصور الكلية .
4- صدق التجربة والوحدة العضوية. 5- الجمع بين أصالة القديم وروعة الجديد .
- من ملامح المحافظة على القديم :
(أ) التزام وحدة الوزن والقافية (ب) أصالة اللغة ودقتها. (ج) انتزاع بعض الصور من التراث القديم.
- من ملامح التجديد :
(أ) اختيار عنوان للقصيدة تدور حوله الأفكار. (ب) رسم الصور الكلية.
(ج) الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي. (د) التشخيص ومزج النفس بالطبيعة.
س : هل تحققت في القصيدة الوحدة العضوية؟
جـ : لقد تحققت في القصيدة كل مقومات الوحدة العضوية من :
1 – وحدة الموضوع : وهو وصف الطبيعة في المساء من خلال وجدان حزين .
2 – وحدة الجو النفسي : حيث سيطر الحزن وخيم على جو القصيدة من بدايتها إلى نهايتها .
3 – ترتيب الأفكار و ترابطها وانسجامها : فقد جاءت مرتبة و مترابطة بحيث لا نستطيع تقديم بيت على بيت أو نؤخر بيتاً أو نحذف بيتاً .
س : وضح شروط جودة القافية، ومدى تحققها في الأبيات؟
جـ : شروط جودة القافية :
1- أن تكون غير مجلوبة أو متكلفة .2- ملائمة في موسيقاها للجو النفسي .
3- أن تكون نابعة من معنى البيت .
ويرى بعض النقاد أن قافية البيت الخامس عشر ( المترائي ) مجلوبة ومتكلفة ؛ لأنها لا تضيف جديدًا، وكذلك ( إزائي ) بعد قوله ( تجاه نواظري) في البيت الرابع عشر.
س : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه .. إلي أي مدى تظهر في القصيدة هذه الريادة ؟
جـ : يعد مطران رائد النزعة الرومانسية في الشعر الحديث ، وصاحب التيار الوجداني فيه ؛ فهو أسبق المعاصرين إلى هذا المذهب لنشأته في طبيعةلبنان الجميلة ، وتأثره بالثقافة الفرنسية التي يظهر فيها الطابع الرومانسي ، وقصيدته (المساء) نموذج لهذا الاتجاه ؛ فقد مزج نفسه بالطبيعة وبث فيها الحياة والحرية إيمانا بوحدة الوجود ، وانعكس ذلك على نظرته للطبيعة ، فجعلها حزينة تشاركه حزنه وتصور له نهايته مع قدوم المساء ، فكأنه يرى في المرآة صورة لمساء عمره ونهايته .
س : بم يتميز الخيال عند الرومانسيين ؟
جـ : يتميز الخيال عند الرومانسيين بأنه كلي ، يشمل أجزاء الطبيعة وخطوط الصوت واللون والحركة ، وفيه امتداد وتركيب يدل على العمق ، ويؤثر في النفس ، ويميل إلى الحزن ، ويوحي بالغربة وشدة الألم .- وقصيدة (المساء) خير مثال واضح لذلك .
أسئلة و تدريبات
( 1 )
1ـ إني أقَمْتُ على التَّعِلَّةِ بالمُنَــــــى في غُربةٍ – قالُوا – تَكُونُ دَوَائِي
2ـ إن يَشْفِ هَذا الجِسْمَ طيبُ هَوائِها أيُلَطِّف النِّيرانَ طِيبُ هَوَاءِ ؟
3 ـ عَبثٌ طوافي فِي البـلادِ وعِلّـَـــــــةٌ في عِلةٍ منفاي لاسْتِشفَـاءِ
4ـ متفـرِّدٌ بصَبابِتَـيِ ، متفــــــــــــــرِّدٌ بِكَآبَتِـي ، مُتَفَـــرِّدُ بعناَئِــي
(أ) - هات مفرد " مُنى" ،والمراد بـ " التعلة"ومضاد:"الكآبة"فى جمل توضح معناها.
- التقديم في (عبث طوافي): (للاهتمام - لتقوية الحكم - للقصر)
- (متفرد) من المشتقات: (اسم فاعل - اسم مفعول - اسم مكان)
(ب) - ما الفكرة التى تدورحولها الأبيات؟ وما أثر عاطفته فى اختيار الكلمات ؟
(جـ) - ما المراد بالغربة؟ وما دوافعها؟
( 2 )
5 ـ شاكٍ إلي البَحر اضطرَابَ خَوَاطري فيجيبُني بريَاحه الهَوجاءِ
6ـ ثاوٍ على صَخر أصَمَّ وليـــــتَ لي قلبَا كَهَذي الَصَّخرة الصماءِ
7ـ ينتابُها مَوج كَمَوج مَكَارهـــي ويَفُتُّهَا كالسُّقم في أعضَائـي
8ـ والبَحر خَفاقُ الجَوَانب ضائـــقٌ كَمَدا كَصَدري ساعة الإمساءِ
( أ ) - اختر الصحيح مما بين القوسين :
- مفرد خواطرى ( خطرة – خطر – خاطرة – خطير )
- مرادف (ثاو) : ( ثابت – مقيم – مضطرب – قلق )
- مضادا (كمدا ) : ( رضا - راحة – سرورا – متعة )
- جمع (أصم): (صمام - صُمُّ – أصمَّاء – صمم )
- مصدر (ينتاب): (نوبة - تناوب – انتاب – نبه )
- غرض الخبر في البيت الثالث: (الإشفاق - الإعجاب – التهديد – التعظيم )
(ب) - تعبر الأبيات عن الحالة النفسية للشاعر من خلال مناجاته للطبيعة وضح ذلك
(ج) - استخرج من الأبيات صورة خيالية ومحسنا بديعيا ووضحهما وبين قيمة كل منهما الفنية
(د) - أيهما أفضل : أن يقول الشاعر ( هائج الجوانب ) أو (خفاق الجوانب ) . علل لما تقول - وبين لماذا خص الشاعر مناجاة البحر بساعة الإمساء ؟
( 3 )
9 ـ تغشى البرية كدرة وكأنهـــــا صعدت إلى عيني من أحشائي
10- والأفق معتكر , قريح جفنـــه يغضي على الغمرات والأقذاء
11ـ يا للغروب وما به من عَبـــــــرة للمستهام وعِبرة للرائـــــــــي
12ـ أو ليس نزعاً للنهار وصرعــــة للشمس بين مآتم الأضـــــواء؟
(أ) - ضع مرادف " تغشى "، ومفرد " لأقذاء " فى جملتين من تعبيرك.
- نبحث في المعجم الوسيط عن (البرية) في: (برى - برو - برأ)
- مرادف (كمدا): بأسًا - ضيقًا - حزنًا مكتومًا).
- (يا للغروب) أسلوب: (نداء للتنبيه - تعجب - استغاثة)
- (المآتم): (مجتمع الناس في الأفراح - في الأحزان - في الأفراح والأحزان)
(ب) - رأى الشاعر الطبيعة من خلال نفسه. وضح ذلك.
(جـ) - من البيت الثالث استخرج لونا من ألوان البديع، وبين سر جماله.
( هـ ) - (مآتم الأضواء) - (جنائز الأضواء) أي التعبيرين أجمل؟ ولماذا؟
( 4 )
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظـــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
( أ ) - ضع مرادف " مهابة " وجمع " النهار " في جملتين من تعبيرك .
- مرادف (مشعشعا): (مضيئا - متفرقا - مختلطا)
- (كلمى) جمع: (كليم - متكلم - كلمة)
(ب) - لجأ الشاعر إلي البحر يشكو له همومه ،وأقام على صخر لا يحس بآلامه .وضح هذا الموقف من خلال هذه الأبيات .
(جـ) - عين في الأبيات صورة خيالية ،ووضحها ، ثم اذكر قيمتها الفنية .
( 5 )
17ـ مرت خلال غمامتين تحـــــــــدرا وتقطرت كالدمعة الحمـــــراء
18ـ فكأن آخر دمعة للكــــــــــون قد مزجت بآخر أدمعي لرثائي
19ـ وكأنني أنست يومي زائـــــــــــلا فرأيت في المرآة كيف مسائـي
( أ ) اختر الصواب مما بين القوسين :
- كأنني آنست يومي زائلا : صورة نوعها ( تشبيه - استعارة - كناية )
- نبحث في المعجم عن ( زائلا ) في : ( زال - زول - زيل )
( ب ) امتزج الفكر بوجان الشاعر . وضح ذلك من خلال الأبيات .
( جـ ) يقال أن الغرض الشعري لهذه القصيدة قديم ، وقد جدد فيه مطران . وضح .
( د ) استخرج من الأبيات لوحة فنية (صورة كلية) ووضحها .
( هـ ) وضح الخيال فى البيت الأخير موضحا رأيك .
( 6 )
13ـ لقد ذكرتك والنهار مــــــــودع والقلب بين مهابة ورجـــــــــاء
14ـ وخواطري تبدو تجاه نواظــــــري كلمي كدامية السحاب إزائـي
15ـ والدمع من جفني يسيل مشعشعاً بسنا الشعاع الغارب المترائـــــي
16ـ والشمس في شفق يسيل نضاره فوق العقيق على ذرا ســــــوداء
(أ) - تخير الصواب مما بين الأقواس لما يلى:
- " مهابة " يراد بها: (إجلال و احترام- خوف وإشفاق: حيرة وتردد)
- " خو اطرى" مفرد ها: (خطر- خاطر ة- خَطْرة)
- " السنا " مضادها: (الظلمة- القبح- النشاز)
( ب) - الشاعر- فى الأبيات- يرى الطبيعة من خلال وجدانه- اشرح ذلك.
(جـ) - عين فى البيت الأول صورة بيانية، وبين أثرها- ئم اذكر سر الجمال فى التعبير بقوله: "......... بين مهابة ورجاء" فى البيت نفسه.