المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذانى
• الفقرة من حدثنا عيسى بن هشام قال : لما قفلت من الحج فيمن قفل ونزلت حلوان مع من نزل ، قلت لغلامى أجد شعرى طويلاً وقد اتسخ بدنى قليلاً فاختر لنا حماما ندخله وحجاما نستعمله وليكن الحمام واسع الرقعة نظيف البقعة طيب الهواء معتدل الماء وليكن الحجام خفيف اليد حديد الموس نظيف الثياب قليل الفضول.
من اللغويات : ـ
قفلت : رجعت / عدت ×رحلت. حلوان : اسم مدينة ببلاد فارس (جنوب العراق ).
غلامى : خادمى جمعها غلمان . أجد : أرى . بدنى : جسمى . حجاما : حلاقا
الرقعة : المساحة جمعها الرقاع . البقعة : المكان جمعها البقاع، البقع . خفيف اليد : سريع الحركة
حديد الموسى : حاد . الفضول : الكلام فيما لا يفيد . قليل الفضول : قليل الكلام × فضولى (ثرثار)
الأفكار : ـ الرغبة فى الاستحمام . صفات الحمام والحلاق .
الشرح : ـ يقول عيسى بن هشام عندما عدت من رحلة الحج قلت لخادمى التمس لنا حلاقا وذلك لطول الشعر
وحماما لاتساخ البدن، وليكن الحمام واسعا نظيفا معتدل الهواء ، وليكن الحلاق حاذقا ، حاد الموسى ، نظيف
الثياب قليل الكلام .
من الجماليات : ـ
السجع بين ( قفل / نزل )، ( ندخله / نستعمله )، (قليلا / طويلا )، (الرقعة / البقعة)، ( الهواء / الماء ) .
الجناس الناقص بين (حماما / حجاما )، (الرقعة / البقعة )
الازدواج بين : (أجد شعرى طويلاً ، وقد اتسخ بدنى قليلاً ) ، (واسع الرقعة ، نظيف البقعة ) ،
( طيب الهواء ، معتدل الماء ) ، ( خفيف اليد ، حديد الموس ، نظيف الثياب ، قليل الفضول )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه.
حجاما نستعمله : س.م تصوير للحلاق بالآلة التى تستعمل وسر جمالها التوضيح وتوحى بالسخرية.
خفيف اليد : كناية عن المهارة والقدرة . معتدل الماء : كناية عن الوسطية بين البرودة والحرارة .
ليكن : أسلوب إنشائى غرضه التمنى ، وبقية الأساليب خبرية غرضها التقرير .
• الفقرة من فخرج مليا وعاد بطيا وقال قد اخترته كما رسمت فأخذنا إلى الحمام السمت وأتيناه فلم نر قوامه
ولكنى دخلته ودخل على أثرى رجل وعمد إلى قطعة طين فلطخ بها جبينى ووضعها على رأسى ثم خرج ودخل
آخر فجعل يدلكنى دلكا يكد العظام ويغمزنى غمزا يهد الأوصال ويصفر صفيرا يرش البزاق ، ثم عمد إلى رأسى
يغسله وإلى الماء يرسله ، وما لبث أن دخل الأول فحيا أخدع الثانى بمضمومة قعقعت أنيابه وقال يا لكع ما لك
ولهذا الرأس وهو لى ؟ ثم عطف الثانى على الأول مجموعة هتكت حجابه وقال بل هذا الرأس حقى وملكى وفى
يدى ، ثم تلاكما حتى عييا وتحاكما لما بقيا .
من اللغويات : ـ مليا : طويلا . بطيا : بطيئا . رسمت : وصفت / طلبت / قصدت .
السّمت : الطريق . قوامه : نظامه . أثرى : خلفى . عمد : قصد . لطخ : لوث / غطى .
يكد : يتعب / يرهق . يغمزنى : يعصرنى . يهد : يضعف ويتعب .
الأوصال : جمع الوصل وهى المفاصل البزاق : اللعاب . يرسله : يصبه . ما لبث : ما تأخر
أخدع : عرق فى جانب الرقبة . قعقعت : أحدثت صوتا . لكع : لئيم . هتكت : مزقت .
حجابه : الستار أو العمامة ويقصد بها كرامته جمعها حجب . عييا : تعبا × نشط وارتاح .
تحاكما : طلبا من يحكم بينهما .
الأفكار : ـ حاله فى الحمام وموقف الرجلين منه .
الشرح : ـ عاد الخادم بعد طول غياب يخبرنى بأنه قد اختار الحمام كما وصفت وحددت له ، فذهبت معه
ودخلت الحمام دون التأكد مما طلبت ، وبعدما دخلته جاءنى رجل فلطخ جسدى بالطين ثم وضع قطعة الطين
فوق رأسى وخرج ، ودخل آخر وأخذ يدلك جسمى بقسوة وعنف وهو يصفر متطايراً من فمه اللعاب ، ثم أخذ
فى صب الماء على رأسى ، عندئذ دخل الرجل الأول وصفع عنق الثانى ورد عليه الثانى بصفعة قوية ، وتلاكما
حتى أصابهما التعب فقررا الاحتكام لصاحب الحمام .
من الجماليات : ـ
خرج مليا ، عاد بطيا : طباق يوحى بمدى تأخر الخادم على عيسى فى تحقيق الهدف .وبهما سجع وازدواج .
الجناس الناقص بين ( يكد / يهد )،( رسمت / السمت )،( تلاكما / تحاكما ) .
السجع بين ( مليا / بطيا )،( يغسله / يرسله ،( تلاكما حتى عييا / تحاكما لما بقيا ) يعطى الكلام جرسا موسيقيا
يجذب الأسماع والأذهان إليه. لكنى دخلته : إطناب بالاحتراس .
يدلكنى دلكاً يكد العظام ، ويغمزنى غمزا يهد الأوصال : ازدواج يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع
والأذهان إليه . وبها إطناب بالترادف يفيد التوكيد . كناية عن قوة التدليك .
يصفر صفيراً يرش البزاق : كناية عن شدة التعب والإرهاق .(يصفر ، صفير) جناس ناقص .
إلى رأسى يغسله ، وإلى الماء يرسله : ازدواج يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
حيا أخدع الثانى بمضمومة : س.م تصوير للطمة بالتحية . وهى توحى بالسخرية .
قعقعت أنيابه : كناية عن عنف الضربة وقسوتها . يا لكع : نداء غرضه التحقير والسخرية .
مالك ولهذا الرأس ؟ : أسلوب إنشائى استفهام غرضه الإنكار والتعجب. وهو لى : إطناب بالتوضيح يفيد التوكيد
مجموعة هتكت حجابه : كناية عن قوة الضربة . وبها إيجاز بالحذف والتقدير مجموعة ضربات أو لكمات .
حجابه : س.ت تصوير للكرامة بالحجاب وسر جمالها التجسيد .
حقى / ملكى / فى يدى : إضافة ياء المتكلم توحى بمدى التمسك بها ، وبها إطناب بالترادف يفيد التوكيد .
تلاكما حتى عييا : كناية عن طول فترة العراك. تحاكما لما بقيا : كناية عن شدة التعب .
تلاكما حتى عييا ، تحاكما لما بقيا : سجع ، ازدواج يعطيان الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
• الفقرة من فأتيا صاحب الحمام فقال الأول أنا صاحب هذا الرأس لأنى لطخت جبينه ووضعت عليه طينه ،
وقال الثانى : بل أنا مالكه لأنى دلكت حامله وغمزت مفاصله ، فقال الحمامى ائتونى صاحب الرأس أسأله
أ لك هذا الرأس أم له ؟ فأتيانى وقالا لنا عندك شهادة فتجشم فقمت وأتيت شئت أم أبيت ، فقال الحمامى :
يا رجل لا تقل غير الصدق ، ولا تشهد بغير الحق ، وقل لى هذا الرأس لأيهما ؟ فقلت يا عافاك الله ، هذا
رأسى قد صحبنى فى الطريق وطاف معى بالبيت العتيق وما شككت أنه لى ، فقال لى اسكت يا فضولى.
من اللغويات :
لطخت : لونت . حامله : صاحبه . تجشم : تحمل المشقة . أبيت : رفضت
عافاك الله : شفاك . أبرأك. طاف : دار × توقف . البيت العتيق : الكعبة المشرفة .
فضولى : كثير الكلام فيما لا يفيد ويراد بها شاهد الزور
الفكرة : ـ تحاكمهما للحمامى .
الشرح : ـ وعندما تحاكما لصاحب الحمام طلب منى الشهادة وسألنى لمن هذه الرأس ؟ فقلت هى لى ،
فثار علىّ وقال اسكت يا فضولى .
من الجماليات : ـ
أنا صاحب هذا الرأس : الرأس مجاز مرسل عن صاحبها علاقته الجزئية . لأنى لطخت جبينه : إطناب بالتعليل
بل أنا مالكه : توحى بمدى أحقيته فيه . لأنى لدلكت حامله : إطناب بالتعليل يفيد التوكيد
السجع بين ( جبينه / طينه )،( حامله / مفاصله )،( الصدق / الحق )،( الطريق / العتيق )، (أنه لى / يا فضولى )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
ائتونى : أسلوب إنشائى غرضه الحث . صاحب الرأس : كناية عن عيسى بن هشام . أسأله : إطناب بالتعليل.
لنا عندك شهادة : أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد . فتجشم : أمر غرضه الالتماس .
الطباق بين(شئت× أبيت) يوحى بمدى الإجبار الواقع عليه أو الخوف الداخلى الشديد منهما.
الجناس الناقص بين ( أتيت / أبيت ) يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه
يا رجل : نداء غرضه التنبيه . لا تقل / لا تشهد : أسلوب إنشائى نهى غرضه التحذير والنصح .
لا تقل غير الحق ، ولا تشهد بغير الصدق : إطناب بالترادف يفيد التوكيد ، وبهما ازدواج وسجع .
قل : إنشائى أمر غرضه الالتماس . هذا الرأس لأيهما ؟ إطناب بالتوضيح .
يا عافاك الله : أسلوب خبرى لفظا إنشائى معنى يفيد الدعاء . وبها إيجاز بالحذف للمنادى والتقدير يا رجل .
هذا رأسى قد صحبنى فى الطريق ، وطاف معى بالبيت العتيق : س.م تصوير للرأس بإنسان يصحبه ويطوف
معه سر جمالها التشخيص . قد تفيد التوكيد . البيت العتيق : كناية عن بيت الله الحرام (الكعبة )
اسكت : أسلوب إنشائى أمر غرضه إظهار الضيق . يا فضولى : أسلوب إنشائى نداء للتحقير .
• الفقرة من ثم مال إلى أحد الخصمين فقال : يا هذا إلى كم هذه المنافسة مع الناس بهذا الرأس ؟ تسل عن قليل خطره إلى لعنة الله وحر سقره ، وهب أن هذا الرأس ليس وأنا لم نر هذا التيس .قال عيسى بن هشام : فقمت من ذلك المكان خجلاً ، ولبست الثياب وجلاً ، وانسللت من الحمام عجلا .
من اللغويات : ـ الخصمين : العدوين ويراد بها المتنافسين . إلى كم : إلى متى .
المنافسة : الجدال . تسل : تسامح واصبر لعنة : عذاب وغضب جمعها لعان ، لعنات × رحمة
حر : شدة × برد . سقر : جهنم × الجنة . هبّ : افرض . التيس : ذكر الماعز جمعها تيوس
انسللت : خرجت خفية . عجلاً : مسرعاً × متمهلاً ، مبطئاً .
الفكرة : ـ حكم ووضع مخجل للشاهد .
الشرح : ـ ومال صاحب الحمام إلى أحد الخصمين وقال له افرض أن هذا الرأس غير موجود أو أنه رأس
تيس واتركه له ، وكأنك لم تر هذا التيس ، وهنا خجل الكاتب من نفسه وانسحب من الحمام فى سرعة وهدوء.
من الجماليات : ـ يا هذا : نداء غرضه التنبيه . إلى كم هذه المنافسة ؟ استفهام غرضه التوبيخ .
تسل : أمر غرضه النصح والإرشاد . لعنة الله وحر سقره : أسلوب خبرى لفظاً إنشائى معنى للدعاء .
هب : أسلوب إنشائى أمر للحث والتنبيه .
السجع بين ( الناس / رأس ، خطره / سقره ، ليس / تيس ) الجناس الناقص بين ( خجلا / وجلا / عجلا )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
هذا التيس : س.ت تصوير لابن هشام بالتيس وصرح بالمشبه به بعد حذفه للمشبه وهى توحى بالسخرية والتحقير
فقمت من ذلك المكان خجلاً ، ولبست الثياب وجلاً ، وانسللت من الحمام عجلا .ازدواج يعطى الكلام جرساً
موسيقياً يجذب الأسماع والأذهان إليه .
التعليق على النص
• يعتبر بعض النقاد المقامة نواة القصة ، وتظهر ملامح القصة فيها فى ( المكان / الزمان / الشخوص / الحكاية)
• ما أسباب ظهور المقامة ؟
التأثر بالأدب الفارسى . تكسب الأدباء بها . حرص الأدباء على إظهار بلاغتهم عن طريقها .
• ما الخصائص الفنية لأسلوب المقامة ؟.
الإكثار من المحسنات البديعية . الميل إلى المرح والفكاهة .
كثرة اللفظ الغريب بجانب اللفظ الرقيق فيها . اشتمالها على الحكم والأمثال والشعر .
• ما أثر البيئة فى النص ؟
ثرثرة الحلاقين . استخدام الطين فى العلاج . وجود الحمامات العامة . الاستعانة بالمدلكين فى الحمامات
• الفقرة من حدثنا عيسى بن هشام قال : لما قفلت من الحج فيمن قفل ونزلت حلوان مع من نزل ، قلت لغلامى أجد شعرى طويلاً وقد اتسخ بدنى قليلاً فاختر لنا حماما ندخله وحجاما نستعمله وليكن الحمام واسع الرقعة نظيف البقعة طيب الهواء معتدل الماء وليكن الحجام خفيف اليد حديد الموس نظيف الثياب قليل الفضول.
من اللغويات : ـ
قفلت : رجعت / عدت ×رحلت. حلوان : اسم مدينة ببلاد فارس (جنوب العراق ).
غلامى : خادمى جمعها غلمان . أجد : أرى . بدنى : جسمى . حجاما : حلاقا
الرقعة : المساحة جمعها الرقاع . البقعة : المكان جمعها البقاع، البقع . خفيف اليد : سريع الحركة
حديد الموسى : حاد . الفضول : الكلام فيما لا يفيد . قليل الفضول : قليل الكلام × فضولى (ثرثار)
الأفكار : ـ الرغبة فى الاستحمام . صفات الحمام والحلاق .
الشرح : ـ يقول عيسى بن هشام عندما عدت من رحلة الحج قلت لخادمى التمس لنا حلاقا وذلك لطول الشعر
وحماما لاتساخ البدن، وليكن الحمام واسعا نظيفا معتدل الهواء ، وليكن الحلاق حاذقا ، حاد الموسى ، نظيف
الثياب قليل الكلام .
من الجماليات : ـ
السجع بين ( قفل / نزل )، ( ندخله / نستعمله )، (قليلا / طويلا )، (الرقعة / البقعة)، ( الهواء / الماء ) .
الجناس الناقص بين (حماما / حجاما )، (الرقعة / البقعة )
الازدواج بين : (أجد شعرى طويلاً ، وقد اتسخ بدنى قليلاً ) ، (واسع الرقعة ، نظيف البقعة ) ،
( طيب الهواء ، معتدل الماء ) ، ( خفيف اليد ، حديد الموس ، نظيف الثياب ، قليل الفضول )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه.
حجاما نستعمله : س.م تصوير للحلاق بالآلة التى تستعمل وسر جمالها التوضيح وتوحى بالسخرية.
خفيف اليد : كناية عن المهارة والقدرة . معتدل الماء : كناية عن الوسطية بين البرودة والحرارة .
ليكن : أسلوب إنشائى غرضه التمنى ، وبقية الأساليب خبرية غرضها التقرير .
• الفقرة من فخرج مليا وعاد بطيا وقال قد اخترته كما رسمت فأخذنا إلى الحمام السمت وأتيناه فلم نر قوامه
ولكنى دخلته ودخل على أثرى رجل وعمد إلى قطعة طين فلطخ بها جبينى ووضعها على رأسى ثم خرج ودخل
آخر فجعل يدلكنى دلكا يكد العظام ويغمزنى غمزا يهد الأوصال ويصفر صفيرا يرش البزاق ، ثم عمد إلى رأسى
يغسله وإلى الماء يرسله ، وما لبث أن دخل الأول فحيا أخدع الثانى بمضمومة قعقعت أنيابه وقال يا لكع ما لك
ولهذا الرأس وهو لى ؟ ثم عطف الثانى على الأول مجموعة هتكت حجابه وقال بل هذا الرأس حقى وملكى وفى
يدى ، ثم تلاكما حتى عييا وتحاكما لما بقيا .
من اللغويات : ـ مليا : طويلا . بطيا : بطيئا . رسمت : وصفت / طلبت / قصدت .
السّمت : الطريق . قوامه : نظامه . أثرى : خلفى . عمد : قصد . لطخ : لوث / غطى .
يكد : يتعب / يرهق . يغمزنى : يعصرنى . يهد : يضعف ويتعب .
الأوصال : جمع الوصل وهى المفاصل البزاق : اللعاب . يرسله : يصبه . ما لبث : ما تأخر
أخدع : عرق فى جانب الرقبة . قعقعت : أحدثت صوتا . لكع : لئيم . هتكت : مزقت .
حجابه : الستار أو العمامة ويقصد بها كرامته جمعها حجب . عييا : تعبا × نشط وارتاح .
تحاكما : طلبا من يحكم بينهما .
الأفكار : ـ حاله فى الحمام وموقف الرجلين منه .
الشرح : ـ عاد الخادم بعد طول غياب يخبرنى بأنه قد اختار الحمام كما وصفت وحددت له ، فذهبت معه
ودخلت الحمام دون التأكد مما طلبت ، وبعدما دخلته جاءنى رجل فلطخ جسدى بالطين ثم وضع قطعة الطين
فوق رأسى وخرج ، ودخل آخر وأخذ يدلك جسمى بقسوة وعنف وهو يصفر متطايراً من فمه اللعاب ، ثم أخذ
فى صب الماء على رأسى ، عندئذ دخل الرجل الأول وصفع عنق الثانى ورد عليه الثانى بصفعة قوية ، وتلاكما
حتى أصابهما التعب فقررا الاحتكام لصاحب الحمام .
من الجماليات : ـ
خرج مليا ، عاد بطيا : طباق يوحى بمدى تأخر الخادم على عيسى فى تحقيق الهدف .وبهما سجع وازدواج .
الجناس الناقص بين ( يكد / يهد )،( رسمت / السمت )،( تلاكما / تحاكما ) .
السجع بين ( مليا / بطيا )،( يغسله / يرسله ،( تلاكما حتى عييا / تحاكما لما بقيا ) يعطى الكلام جرسا موسيقيا
يجذب الأسماع والأذهان إليه. لكنى دخلته : إطناب بالاحتراس .
يدلكنى دلكاً يكد العظام ، ويغمزنى غمزا يهد الأوصال : ازدواج يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع
والأذهان إليه . وبها إطناب بالترادف يفيد التوكيد . كناية عن قوة التدليك .
يصفر صفيراً يرش البزاق : كناية عن شدة التعب والإرهاق .(يصفر ، صفير) جناس ناقص .
إلى رأسى يغسله ، وإلى الماء يرسله : ازدواج يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
حيا أخدع الثانى بمضمومة : س.م تصوير للطمة بالتحية . وهى توحى بالسخرية .
قعقعت أنيابه : كناية عن عنف الضربة وقسوتها . يا لكع : نداء غرضه التحقير والسخرية .
مالك ولهذا الرأس ؟ : أسلوب إنشائى استفهام غرضه الإنكار والتعجب. وهو لى : إطناب بالتوضيح يفيد التوكيد
مجموعة هتكت حجابه : كناية عن قوة الضربة . وبها إيجاز بالحذف والتقدير مجموعة ضربات أو لكمات .
حجابه : س.ت تصوير للكرامة بالحجاب وسر جمالها التجسيد .
حقى / ملكى / فى يدى : إضافة ياء المتكلم توحى بمدى التمسك بها ، وبها إطناب بالترادف يفيد التوكيد .
تلاكما حتى عييا : كناية عن طول فترة العراك. تحاكما لما بقيا : كناية عن شدة التعب .
تلاكما حتى عييا ، تحاكما لما بقيا : سجع ، ازدواج يعطيان الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
• الفقرة من فأتيا صاحب الحمام فقال الأول أنا صاحب هذا الرأس لأنى لطخت جبينه ووضعت عليه طينه ،
وقال الثانى : بل أنا مالكه لأنى دلكت حامله وغمزت مفاصله ، فقال الحمامى ائتونى صاحب الرأس أسأله
أ لك هذا الرأس أم له ؟ فأتيانى وقالا لنا عندك شهادة فتجشم فقمت وأتيت شئت أم أبيت ، فقال الحمامى :
يا رجل لا تقل غير الصدق ، ولا تشهد بغير الحق ، وقل لى هذا الرأس لأيهما ؟ فقلت يا عافاك الله ، هذا
رأسى قد صحبنى فى الطريق وطاف معى بالبيت العتيق وما شككت أنه لى ، فقال لى اسكت يا فضولى.
من اللغويات :
لطخت : لونت . حامله : صاحبه . تجشم : تحمل المشقة . أبيت : رفضت
عافاك الله : شفاك . أبرأك. طاف : دار × توقف . البيت العتيق : الكعبة المشرفة .
فضولى : كثير الكلام فيما لا يفيد ويراد بها شاهد الزور
الفكرة : ـ تحاكمهما للحمامى .
الشرح : ـ وعندما تحاكما لصاحب الحمام طلب منى الشهادة وسألنى لمن هذه الرأس ؟ فقلت هى لى ،
فثار علىّ وقال اسكت يا فضولى .
من الجماليات : ـ
أنا صاحب هذا الرأس : الرأس مجاز مرسل عن صاحبها علاقته الجزئية . لأنى لطخت جبينه : إطناب بالتعليل
بل أنا مالكه : توحى بمدى أحقيته فيه . لأنى لدلكت حامله : إطناب بالتعليل يفيد التوكيد
السجع بين ( جبينه / طينه )،( حامله / مفاصله )،( الصدق / الحق )،( الطريق / العتيق )، (أنه لى / يا فضولى )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
ائتونى : أسلوب إنشائى غرضه الحث . صاحب الرأس : كناية عن عيسى بن هشام . أسأله : إطناب بالتعليل.
لنا عندك شهادة : أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد . فتجشم : أمر غرضه الالتماس .
الطباق بين(شئت× أبيت) يوحى بمدى الإجبار الواقع عليه أو الخوف الداخلى الشديد منهما.
الجناس الناقص بين ( أتيت / أبيت ) يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه
يا رجل : نداء غرضه التنبيه . لا تقل / لا تشهد : أسلوب إنشائى نهى غرضه التحذير والنصح .
لا تقل غير الحق ، ولا تشهد بغير الصدق : إطناب بالترادف يفيد التوكيد ، وبهما ازدواج وسجع .
قل : إنشائى أمر غرضه الالتماس . هذا الرأس لأيهما ؟ إطناب بالتوضيح .
يا عافاك الله : أسلوب خبرى لفظا إنشائى معنى يفيد الدعاء . وبها إيجاز بالحذف للمنادى والتقدير يا رجل .
هذا رأسى قد صحبنى فى الطريق ، وطاف معى بالبيت العتيق : س.م تصوير للرأس بإنسان يصحبه ويطوف
معه سر جمالها التشخيص . قد تفيد التوكيد . البيت العتيق : كناية عن بيت الله الحرام (الكعبة )
اسكت : أسلوب إنشائى أمر غرضه إظهار الضيق . يا فضولى : أسلوب إنشائى نداء للتحقير .
• الفقرة من ثم مال إلى أحد الخصمين فقال : يا هذا إلى كم هذه المنافسة مع الناس بهذا الرأس ؟ تسل عن قليل خطره إلى لعنة الله وحر سقره ، وهب أن هذا الرأس ليس وأنا لم نر هذا التيس .قال عيسى بن هشام : فقمت من ذلك المكان خجلاً ، ولبست الثياب وجلاً ، وانسللت من الحمام عجلا .
من اللغويات : ـ الخصمين : العدوين ويراد بها المتنافسين . إلى كم : إلى متى .
المنافسة : الجدال . تسل : تسامح واصبر لعنة : عذاب وغضب جمعها لعان ، لعنات × رحمة
حر : شدة × برد . سقر : جهنم × الجنة . هبّ : افرض . التيس : ذكر الماعز جمعها تيوس
انسللت : خرجت خفية . عجلاً : مسرعاً × متمهلاً ، مبطئاً .
الفكرة : ـ حكم ووضع مخجل للشاهد .
الشرح : ـ ومال صاحب الحمام إلى أحد الخصمين وقال له افرض أن هذا الرأس غير موجود أو أنه رأس
تيس واتركه له ، وكأنك لم تر هذا التيس ، وهنا خجل الكاتب من نفسه وانسحب من الحمام فى سرعة وهدوء.
من الجماليات : ـ يا هذا : نداء غرضه التنبيه . إلى كم هذه المنافسة ؟ استفهام غرضه التوبيخ .
تسل : أمر غرضه النصح والإرشاد . لعنة الله وحر سقره : أسلوب خبرى لفظاً إنشائى معنى للدعاء .
هب : أسلوب إنشائى أمر للحث والتنبيه .
السجع بين ( الناس / رأس ، خطره / سقره ، ليس / تيس ) الجناس الناقص بين ( خجلا / وجلا / عجلا )
يعطى الكلام جرسا موسيقيا يجذب الأسماع والأذهان إليه .
هذا التيس : س.ت تصوير لابن هشام بالتيس وصرح بالمشبه به بعد حذفه للمشبه وهى توحى بالسخرية والتحقير
فقمت من ذلك المكان خجلاً ، ولبست الثياب وجلاً ، وانسللت من الحمام عجلا .ازدواج يعطى الكلام جرساً
موسيقياً يجذب الأسماع والأذهان إليه .
التعليق على النص
• يعتبر بعض النقاد المقامة نواة القصة ، وتظهر ملامح القصة فيها فى ( المكان / الزمان / الشخوص / الحكاية)
• ما أسباب ظهور المقامة ؟
التأثر بالأدب الفارسى . تكسب الأدباء بها . حرص الأدباء على إظهار بلاغتهم عن طريقها .
• ما الخصائص الفنية لأسلوب المقامة ؟.
الإكثار من المحسنات البديعية . الميل إلى المرح والفكاهة .
كثرة اللفظ الغريب بجانب اللفظ الرقيق فيها . اشتمالها على الحكم والأمثال والشعر .
• ما أثر البيئة فى النص ؟
ثرثرة الحلاقين . استخدام الطين فى العلاج . وجود الحمامات العامة . الاستعانة بالمدلكين فى الحمامات