قصة نظرة
كان غريباً أن تسأل طفلة صغيرة مثلها إنساناً كبيراً مثلى لا تعرفه فى بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله وكان ما تحمله معقداً ففوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوى حوض واسع
من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة ، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التى استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدداً بالسقوط . ولم تطل دهشتى وأنا أحدق فى الطفلة الصغيرة الحيرى وأسرعت لإنقاذ الحمل وتلمست سبلاً كثيرة وأنا أسوى الصينية فيميل الحوض وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية ثم اضبطهما
معا فيميل رأسها هى ولكننى نجحت أخيراً فى تثبيت الحمل وزيادة فى الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن وكان قريباً حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه ولست أدرى ما دار فى رأسها فما كنت أرى لها رأساً وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلاً لتتأكد من قبضتها ثم مضت وهى تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذنى منه إلا كلمة ستى
ولم أحول عينى عنها وهى تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذى يشبه قطعة القماش التى ينظف بها الفرن أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين
وراقبتها فى عجب وهى تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت فى الأرض وتهتز وهى تتحرك ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء فى وجهها وتخطو خطوات ثابتة قليلاً وقد تتمايل بعض الشىء ولكنها سرعان ما تستأنف المضى .راقبتها طويلاً حتى امتصتنى كل دقيقة من حركاتها فقد كنت أتوقع فى كل ثانية أن تحدث الكارثة وأخيراً استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم فى بطء كحكمة الكبار واستأنفت سيرها على الجانب الآخر وقبل أن تختفى شاهدتها تتوقف ولا تتحرك ، وكادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها وحين وصلت كان كل شىء على ما يرام والحوض والصينية فى أتم اعتدال . أما هى فكانت واقفة فى ثبات تتفرج ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال فى مثل حجمها وأكبر منها وهم يهللون ويصرخون ويضحكون . ولم تلحظنى ، ولم تتوقف كثيراً ، فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضى بها وقبل أن تنحرف استدارت على مهل واستدار الحمل معها ، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة .
من اللغويات :ـ
غريباً : من غير المألوف ، شاذاً × مألوفاً ، جمعها غرباء
تسأل : تطلب المساعدة .
براءة : طهر ، طهارة × خبث .
يعدل : يسوى
وضع : هيئة ، جمعها أوضاع .
معقداً : صعباً .
يستوى : يستقر .
انزلق : مال .
استماتت : أمسكت بقوة .
أحدق : أمعن النظر ، أدقق النظر .
الحيرى : الحائرة المضطربة
تلمست : طلبت .
سبلاً : جمع سبيل ، طريق .
أسوى : أعدل .
حجبه : ستره ، غطاه .
قبضتها : إمساكها .
تغمغم : تتحدث بكلام غير مفهوم× تفصح
تلتقط : تسمع .
ستى : سيدتى .
أحول :أحرك ، أبعد
تخترق :تعبر
العريض : الواسع .
المزدحم : المملوء
المهلهل : الممزق .
تطلان : تظهران .
الممزق : المقطوع .
راقبتها : تابعتها بالنظر .
عجب : دهشة .
تنشب: تضع .
مخالب : أقدام .
تهتز : تتمايل .
الفتحات السوداء الداكنة : العينين
سرعان : سريعاً .
تستأنف : تواصل × تتوقف.
المضى : السير.
امتصتنى : جذبتنى .
دقيقة : حركة بسيطة .
الكارثة : المصيبة ويراد بها سقوط الحمل
استأنفت : واصلت .
تدهمنى : تصدمنى .
على ما يرام : على أحسن حال
أتم : أحسن .
تتفرج : تشاهد ، تنظر .
المنكمش : المجعد للضعف والهزل
يتابع : ينظر باستمرار.
يهللون : يصيحون ويمرحون .
راحت : بدأت .
لم تلحظنى : لم ترنى ، لم تشاهدنى .
مخالبها : أقدامها الدقيقة .
ابتلعتها الحارة : ضمتها ، أخفتها
من الأفكار :
طلب الخادمة . تثبيت الكاتب للحمل . متابعة الكاتب لها . تفكير وأمل الفتاة .
الشرح :
استغرب الكاتب لجرأة الطفلة الصغيرة التى طلبت منه أن يعدل من هيئة الحمل المستقر فوق رأسها والذى مال رغم قبضة يدها القوية عليه .وأسرع الكتاب محاولاً تثبيت الحمل فوق رأس الفتاة ونجح بعد جهد مرير فى ذلك ونصحها بالعودة للفرن القريب لتترك الصاج ثم تعود لأخذه ولكنها لم تفعل وتكلمت بكلام غير مفهوم لم أسمع منه إلا كلمة ستى فعرفت مدى خوفها .وظللت أراقبها وهى تعبر الشارع المملوء بالسيارات فى ثوبها الممزق ورجليها النحيفتين وهى تضع أقدامها على الطريق كأنها مخالب الكتكوت لشدة ضعفها وتنظر بعينين مجهدتين والكاتب يتابع سيرها وهى تتمايل من ثقل الحمل وبعد صعوبة نجحت فى عبور الطريق .
وواصلت الفتاة سيرها ، وعندما مال الحمل من فوق رأسها أسرع الكاتب لإنقاذها وكادت تصدمه عربة وعندما وصل إليها كان الحمل قد أعتدل فوق رأسها ، وصارت وهى تنظر إلى أطفال يلعبون ويضحكون والكاتب يتابعها إلى أن اختفت عن الحارة .
من الجماليات :
طفلة صغيرة × إنساناً كبيراً : طباق يبرز المعنى ويوضحه .
بساطة وبراءة : كناية عن مدى بعد الطفلة عن الغموض .
تسأل .. أن يعدل من وضع ما تحمله : إطناب بالتوضيح .
كان ما تحمله معقداً حقاً : إطناب بالاحتراس لدفع التوهم الخاطئ .
كان ما تحمله معقداً حقاً : كناية عن كبر وصعوبة الحمل بالنسبة لحجم الطفلة . حقاً : تفيد التوكيد .
كان ما تحمله معقداً حقاً ، فوق هذه الصينية يستوى حوض واسع من الصاج .. إطناب تفسير بعد إبهام .
يستوى : مضارع ليفيد التجدد والاستمرارية .
قد انزلق : تفيد التوكيد والتحقيق .
قد انزلق رغم قبضتها التى استماتت عليه : : كناية عن ضعف الطفلة وقلة حجم جسمها مع حرصها الشديد على الحفاظ على حملها . وأكد الكلام بقد .
رغم قبضتها التى استماتت عليه : كناية عن قوة إمساكها بالحوض .
أصبح ما تحمله كله مهدداً بالسقوط : كناية عن كبر حجم الحمل بالنسبة لحجم الفتاة وصعوبة السيطرة عليه .
كله : تفيد التوكيد . ولم تطل دهشتى : كناية عن سرعة تصرفه .
أنا أحدق فى الطفلة : كناية عن مدى اهتمامه بالفتاة ويتضح ذلك من خلال تدقيق النظر .
وأسرعت لإنقاذ الحمل : إطناب بالتعليل لسبب الإسراع . تلمست سبلا كثيرة : كناية عن كثرة المحاولات
( أسوى × يميل ) (أعدل × تميل ) (أضبطها × يميل ) طباق يبرز المعنى ويوضحه .
نصحتها ….أن تعود إلى الفرن : إطناب بالتوضيح . وكان قريباً: إطناب بالاحتراس .
حيث تترك الصاج : إطناب بالتعليل . تترك × تأخذ : طباق يبرز المعنى ويوضحه.
ولست أدرى ما دار فى رأسها : كناية عن جهل الكاتب بتفكير الطالب .
ما دار فى رأسها : استعارة مكنية شبه الأفكار بآلة تدور سر جمالها التجسيم . وهى توحى بكثرة الأفكار وتتابعها.
فما كنت أرى لها رأساً : كناية عن صغر حجم جسمها مقارنة بما تحمله .
قد حجبه الحمل : إطناب بالتعليل . وأكد الكلام بقد . انتظرت قليلاً ، لتتأكد من قبضتها : إطناب بالتعليل
انتظرت × مضت : طباق يبرز المعنى ويوضحه .
وهى تغمغم بكلام كثير : كناية عن شدة خوف الفتاة واضطرابها .
لم تلتقط أذنى منه إلا كلمة ستى : أسلوب قصر ( نفى +استثناء ) يفيد التخصيص والتوكيد .
ستى : كناية عن الاضطراب والخوف منها لبطشها بالفتاة .
ولم أحول عينى عنها : كناية عن مدى اهتمام الكاتب بها وطول مراقبتها .
الشارع العريض المزدحم بالسيارات : كناية عن كثرة الصعاب التى تواجهها الفتاة فى عبوره .
ثوبه القديم المهلهل : كناية عن شدة الفقر .
ثوبها الذى يشبه قطعة القماش التى ينظف بها الفرن : تشبيه للثوب بقطعة القماش سر جمالها التوضيح ، وهو
يوحى بشدة الفقر مع شدة الإهمال وعدم العناية بها .
رجليها كمسمارين رفيعين : تشبيه لرجليها بمسمارين ، سر جمالها التوضيح ويوحى بشدة الضعف والفقر .
تنشب قدميها العاريتين : كناية عن شدة الفقر لخلوهما من الحذاء .
قدميها كمخالب الكتكوت : تشبيه لقدميها بمخالب الكتكوت ، سر جمالها التوضيح ويوحى بالفقر والهزال .
وتهتز وهى تتحرك : كناية عن شدة الفقر والهزال . تنظر هنا وهناك : كناية عن شدة الحيرة .
الفتحات السوداء الداكنة فى وجهها : كناية عن العينين وهى توحى بمدى الإرهاق والتعب .
استعارة تصريحية فقد شبه عينيها بالفتحات السوداء الداكنة ، وهى توحى بعدم وضوح معالم وجه الفتاة لضعفها .
راقبتها طويلاً : كناية عن مدى اهتمام الكاتب بها سر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل .
واستخدام طويلاً يفيد التوكيد .
امتصتنى كل دقيقة من حركاتها : كناية عن شدة المتابعة أو طولها .
استعارة مكنية تصوير لكل دقيقة من حركاتها بإنسان يمتص سر جمالها التشخيص وللكاتب بماء يمتص سر
جمالها التوضيح .
فقد كنت أتوقع أن تحدث الكارثة : إطناب بالتعليل . وأكد الكلام بقد .
الكارثة: كناية عن وقوع الحمل .
أخيراً : توحى بمدى الجهد المبذول منها للحفاظ على الحمل وسلامته .
فى بطء كحكمة الكبار : تشبيه لبطء الفتاة بحكمة الكبار سر جمالها التوضيح وهى توحى بخبرة الفتاة فى الحياة.
تتوقف ، لا تتحرك : إطناب بالترادف يفيد التوكيد .
كادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها : كناية عن مدى اهتمامه بأمر الفتاة حتى عن نفسه .
كادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها : إطناب بالتعليل فالإنقاذ سبب فى إسراعه.
كل شىء على ما يرام : كناية عن اعتدال الحمل .
والحوض والصينية فى أتم اعتدال : إطناب تفصيل بعد إجمال .
أما هى فكانت واقفة فى ثبات تتفرج : إطناب بالتفسير . وتقديم فى ثبات يفد التخصيص والتوكيد.
وجهها المنكمش الأسمر : كناية عن مدى ضعفها وهزال جسمها .
وجهها : مجاز مرسل عن نظرها علاقته الكلية .
أطفال فى مثل حجمها وأكبر منها: تعبير يوحى بمدى التفاوت بينهم .
يهللون ويصرخون ويضحكون : كناية عن السعادة والمرح وأفعال .وبها سجع وازدواج .
لم تلحظنى : كناية عن انشغال الفتاة بحالها أو استتار الكاتب منها حتى لا تراه والأول هو الأقرب للأذهان .
راحت مخالبها : استعارة مكنية :تصوير للفتاة بكتكوت له مخالب سر جمالها التوضيح .
مخالبها : استعارة تصريحية تشبيه لأقدامه بمخالب الكتكوت وهو يوحى بشدة الضعف .
استدارت على مهل واستدار الحمل معها : كناية عن مدى الارتباط الوثيق بينهما وشدة تمسكها به .
وألقت على الكرة والأطفال نظرة : تقديم على الكرة والأطفال يفيد التخصيص والتوكيد .
ابتلعتها الحارة : س.م تصوير للحارة بوحش يبتلع سر جمالها التوضيح .
التعليق على القصيدة
1ـ ارتبط العنوان (نظرة) بالموضع ككل حيث بدأ بنظرة الكاتب للفتاة نظرتها إلى الأطفال فى النهاية .
وبذلك حققت مبدأ الوحدة ولم يغفل بقية عناصر بناء القصة القصيرة
2ـ حفلت القصة بالحوار الصامت اتضح ذلك من كلمة ستى .
3ـ جعل الكاتب من شخصية الطفلة شخصية محورية و الراوى ( الكاتب ) انعاكس لهذه الشخصية .
4ـ ما ملامح شخصيته من خلالها ؟
ـ دقيق الملاحظة
ب ـ مشاركته الناس آلامهم
ج ـ اتساع الثقافة بأصول القصة القصيرة . د ـ قادر على التعبير عما يريد.
5ـ ما الخصائص الفنية لأسلوبه ؟
أ ـ السهولة والوضوح .
ب ـ الإيجاز والتركيز
ت ـ البراعة فى استخدام الصور الكلية بجانب الخيال الجزئى .
ث ـ التحرر من المحسنات البديعية المتكلفة.
6ـ مع شدة فقرة الفتاة لم يحرمها الكاتب من الأمل من خلال نظرة للأطفال وهم يلعبون ويمرحون .
ما عناصر القصة من خلال النص؟
اكتملت للنص عناصر القصة الفنية وهى
1ـ مبدأ الوحدة : مساعدة الفتاة لتصل لهدفها فى سلام ، ولفت النظر لمعاناة أمثالها ، وهذا واضح من أول
القصة لآخرها .
2ـ مبدأ التكثيف والتركيز : ابتعد هن الثرثرة والسرد ، اختار لحظة قصيرة من حياتها ولم يتحدث عن حياتها
أو يوم كامل من حياتها ،
كلمتى ستى التى عبرت عن مدى القهر الاجتماعى التى
تعانى منه دون لجوء للخطابة أو الصوت العالى .
3ـ مبدأ تفاصيل الإنشاء : ترابط الأحداث وكل عنصر يشوق لما بعده ، ترابط العنوان مع موضوع القصة .
4ـ مبدأ الصدق :ـ جاءت تفاصيلها صادقة ومقنعة لما تتحدث عنه .
كان غريباً أن تسأل طفلة صغيرة مثلها إنساناً كبيراً مثلى لا تعرفه فى بساطة وبراءة أن يعدل من وضع ما تحمله وكان ما تحمله معقداً ففوق رأسها تستقر صينية بطاطس بالفرن وفوق هذه الصينية الصغيرة يستوى حوض واسع
من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة ، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التى استماتت عليه حتى أصبح ما تحمله كله مهدداً بالسقوط . ولم تطل دهشتى وأنا أحدق فى الطفلة الصغيرة الحيرى وأسرعت لإنقاذ الحمل وتلمست سبلاً كثيرة وأنا أسوى الصينية فيميل الحوض وأعدل من وضع الصاج فتميل الصينية ثم اضبطهما
معا فيميل رأسها هى ولكننى نجحت أخيراً فى تثبيت الحمل وزيادة فى الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن وكان قريباً حيث تترك الصاج وتعود فتأخذه ولست أدرى ما دار فى رأسها فما كنت أرى لها رأساً وقد حجبه الحمل . كل ما حدث أنها انتظرت قليلاً لتتأكد من قبضتها ثم مضت وهى تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذنى منه إلا كلمة ستى
ولم أحول عينى عنها وهى تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات ولا عن ثوبها القديم الواسع المهلهل الذى يشبه قطعة القماش التى ينظف بها الفرن أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين
وراقبتها فى عجب وهى تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت فى الأرض وتهتز وهى تتحرك ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء فى وجهها وتخطو خطوات ثابتة قليلاً وقد تتمايل بعض الشىء ولكنها سرعان ما تستأنف المضى .راقبتها طويلاً حتى امتصتنى كل دقيقة من حركاتها فقد كنت أتوقع فى كل ثانية أن تحدث الكارثة وأخيراً استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم فى بطء كحكمة الكبار واستأنفت سيرها على الجانب الآخر وقبل أن تختفى شاهدتها تتوقف ولا تتحرك ، وكادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها وحين وصلت كان كل شىء على ما يرام والحوض والصينية فى أتم اعتدال . أما هى فكانت واقفة فى ثبات تتفرج ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال فى مثل حجمها وأكبر منها وهم يهللون ويصرخون ويضحكون . ولم تلحظنى ، ولم تتوقف كثيراً ، فمن جديد راحت مخالبها الدقيقة تمضى بها وقبل أن تنحرف استدارت على مهل واستدار الحمل معها ، وألقت على الكرة والأطفال نظرة طويلة ثم ابتلعتها الحارة .
من اللغويات :ـ
غريباً : من غير المألوف ، شاذاً × مألوفاً ، جمعها غرباء
تسأل : تطلب المساعدة .
براءة : طهر ، طهارة × خبث .
يعدل : يسوى
وضع : هيئة ، جمعها أوضاع .
معقداً : صعباً .
يستوى : يستقر .
انزلق : مال .
استماتت : أمسكت بقوة .
أحدق : أمعن النظر ، أدقق النظر .
الحيرى : الحائرة المضطربة
تلمست : طلبت .
سبلاً : جمع سبيل ، طريق .
أسوى : أعدل .
حجبه : ستره ، غطاه .
قبضتها : إمساكها .
تغمغم : تتحدث بكلام غير مفهوم× تفصح
تلتقط : تسمع .
ستى : سيدتى .
أحول :أحرك ، أبعد
تخترق :تعبر
العريض : الواسع .
المزدحم : المملوء
المهلهل : الممزق .
تطلان : تظهران .
الممزق : المقطوع .
راقبتها : تابعتها بالنظر .
عجب : دهشة .
تنشب: تضع .
مخالب : أقدام .
تهتز : تتمايل .
الفتحات السوداء الداكنة : العينين
سرعان : سريعاً .
تستأنف : تواصل × تتوقف.
المضى : السير.
امتصتنى : جذبتنى .
دقيقة : حركة بسيطة .
الكارثة : المصيبة ويراد بها سقوط الحمل
استأنفت : واصلت .
تدهمنى : تصدمنى .
على ما يرام : على أحسن حال
أتم : أحسن .
تتفرج : تشاهد ، تنظر .
المنكمش : المجعد للضعف والهزل
يتابع : ينظر باستمرار.
يهللون : يصيحون ويمرحون .
راحت : بدأت .
لم تلحظنى : لم ترنى ، لم تشاهدنى .
مخالبها : أقدامها الدقيقة .
ابتلعتها الحارة : ضمتها ، أخفتها
من الأفكار :
طلب الخادمة . تثبيت الكاتب للحمل . متابعة الكاتب لها . تفكير وأمل الفتاة .
الشرح :
استغرب الكاتب لجرأة الطفلة الصغيرة التى طلبت منه أن يعدل من هيئة الحمل المستقر فوق رأسها والذى مال رغم قبضة يدها القوية عليه .وأسرع الكتاب محاولاً تثبيت الحمل فوق رأس الفتاة ونجح بعد جهد مرير فى ذلك ونصحها بالعودة للفرن القريب لتترك الصاج ثم تعود لأخذه ولكنها لم تفعل وتكلمت بكلام غير مفهوم لم أسمع منه إلا كلمة ستى فعرفت مدى خوفها .وظللت أراقبها وهى تعبر الشارع المملوء بالسيارات فى ثوبها الممزق ورجليها النحيفتين وهى تضع أقدامها على الطريق كأنها مخالب الكتكوت لشدة ضعفها وتنظر بعينين مجهدتين والكاتب يتابع سيرها وهى تتمايل من ثقل الحمل وبعد صعوبة نجحت فى عبور الطريق .
وواصلت الفتاة سيرها ، وعندما مال الحمل من فوق رأسها أسرع الكاتب لإنقاذها وكادت تصدمه عربة وعندما وصل إليها كان الحمل قد أعتدل فوق رأسها ، وصارت وهى تنظر إلى أطفال يلعبون ويضحكون والكاتب يتابعها إلى أن اختفت عن الحارة .
من الجماليات :
طفلة صغيرة × إنساناً كبيراً : طباق يبرز المعنى ويوضحه .
بساطة وبراءة : كناية عن مدى بعد الطفلة عن الغموض .
تسأل .. أن يعدل من وضع ما تحمله : إطناب بالتوضيح .
كان ما تحمله معقداً حقاً : إطناب بالاحتراس لدفع التوهم الخاطئ .
كان ما تحمله معقداً حقاً : كناية عن كبر وصعوبة الحمل بالنسبة لحجم الطفلة . حقاً : تفيد التوكيد .
كان ما تحمله معقداً حقاً ، فوق هذه الصينية يستوى حوض واسع من الصاج .. إطناب تفسير بعد إبهام .
يستوى : مضارع ليفيد التجدد والاستمرارية .
قد انزلق : تفيد التوكيد والتحقيق .
قد انزلق رغم قبضتها التى استماتت عليه : : كناية عن ضعف الطفلة وقلة حجم جسمها مع حرصها الشديد على الحفاظ على حملها . وأكد الكلام بقد .
رغم قبضتها التى استماتت عليه : كناية عن قوة إمساكها بالحوض .
أصبح ما تحمله كله مهدداً بالسقوط : كناية عن كبر حجم الحمل بالنسبة لحجم الفتاة وصعوبة السيطرة عليه .
كله : تفيد التوكيد . ولم تطل دهشتى : كناية عن سرعة تصرفه .
أنا أحدق فى الطفلة : كناية عن مدى اهتمامه بالفتاة ويتضح ذلك من خلال تدقيق النظر .
وأسرعت لإنقاذ الحمل : إطناب بالتعليل لسبب الإسراع . تلمست سبلا كثيرة : كناية عن كثرة المحاولات
( أسوى × يميل ) (أعدل × تميل ) (أضبطها × يميل ) طباق يبرز المعنى ويوضحه .
نصحتها ….أن تعود إلى الفرن : إطناب بالتوضيح . وكان قريباً: إطناب بالاحتراس .
حيث تترك الصاج : إطناب بالتعليل . تترك × تأخذ : طباق يبرز المعنى ويوضحه.
ولست أدرى ما دار فى رأسها : كناية عن جهل الكاتب بتفكير الطالب .
ما دار فى رأسها : استعارة مكنية شبه الأفكار بآلة تدور سر جمالها التجسيم . وهى توحى بكثرة الأفكار وتتابعها.
فما كنت أرى لها رأساً : كناية عن صغر حجم جسمها مقارنة بما تحمله .
قد حجبه الحمل : إطناب بالتعليل . وأكد الكلام بقد . انتظرت قليلاً ، لتتأكد من قبضتها : إطناب بالتعليل
انتظرت × مضت : طباق يبرز المعنى ويوضحه .
وهى تغمغم بكلام كثير : كناية عن شدة خوف الفتاة واضطرابها .
لم تلتقط أذنى منه إلا كلمة ستى : أسلوب قصر ( نفى +استثناء ) يفيد التخصيص والتوكيد .
ستى : كناية عن الاضطراب والخوف منها لبطشها بالفتاة .
ولم أحول عينى عنها : كناية عن مدى اهتمام الكاتب بها وطول مراقبتها .
الشارع العريض المزدحم بالسيارات : كناية عن كثرة الصعاب التى تواجهها الفتاة فى عبوره .
ثوبه القديم المهلهل : كناية عن شدة الفقر .
ثوبها الذى يشبه قطعة القماش التى ينظف بها الفرن : تشبيه للثوب بقطعة القماش سر جمالها التوضيح ، وهو
يوحى بشدة الفقر مع شدة الإهمال وعدم العناية بها .
رجليها كمسمارين رفيعين : تشبيه لرجليها بمسمارين ، سر جمالها التوضيح ويوحى بشدة الضعف والفقر .
تنشب قدميها العاريتين : كناية عن شدة الفقر لخلوهما من الحذاء .
قدميها كمخالب الكتكوت : تشبيه لقدميها بمخالب الكتكوت ، سر جمالها التوضيح ويوحى بالفقر والهزال .
وتهتز وهى تتحرك : كناية عن شدة الفقر والهزال . تنظر هنا وهناك : كناية عن شدة الحيرة .
الفتحات السوداء الداكنة فى وجهها : كناية عن العينين وهى توحى بمدى الإرهاق والتعب .
استعارة تصريحية فقد شبه عينيها بالفتحات السوداء الداكنة ، وهى توحى بعدم وضوح معالم وجه الفتاة لضعفها .
راقبتها طويلاً : كناية عن مدى اهتمام الكاتب بها سر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل .
واستخدام طويلاً يفيد التوكيد .
امتصتنى كل دقيقة من حركاتها : كناية عن شدة المتابعة أو طولها .
استعارة مكنية تصوير لكل دقيقة من حركاتها بإنسان يمتص سر جمالها التشخيص وللكاتب بماء يمتص سر
جمالها التوضيح .
فقد كنت أتوقع أن تحدث الكارثة : إطناب بالتعليل . وأكد الكلام بقد .
الكارثة: كناية عن وقوع الحمل .
أخيراً : توحى بمدى الجهد المبذول منها للحفاظ على الحمل وسلامته .
فى بطء كحكمة الكبار : تشبيه لبطء الفتاة بحكمة الكبار سر جمالها التوضيح وهى توحى بخبرة الفتاة فى الحياة.
تتوقف ، لا تتحرك : إطناب بالترادف يفيد التوكيد .
كادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها : كناية عن مدى اهتمامه بأمر الفتاة حتى عن نفسه .
كادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها : إطناب بالتعليل فالإنقاذ سبب فى إسراعه.
كل شىء على ما يرام : كناية عن اعتدال الحمل .
والحوض والصينية فى أتم اعتدال : إطناب تفصيل بعد إجمال .
أما هى فكانت واقفة فى ثبات تتفرج : إطناب بالتفسير . وتقديم فى ثبات يفد التخصيص والتوكيد.
وجهها المنكمش الأسمر : كناية عن مدى ضعفها وهزال جسمها .
وجهها : مجاز مرسل عن نظرها علاقته الكلية .
أطفال فى مثل حجمها وأكبر منها: تعبير يوحى بمدى التفاوت بينهم .
يهللون ويصرخون ويضحكون : كناية عن السعادة والمرح وأفعال .وبها سجع وازدواج .
لم تلحظنى : كناية عن انشغال الفتاة بحالها أو استتار الكاتب منها حتى لا تراه والأول هو الأقرب للأذهان .
راحت مخالبها : استعارة مكنية :تصوير للفتاة بكتكوت له مخالب سر جمالها التوضيح .
مخالبها : استعارة تصريحية تشبيه لأقدامه بمخالب الكتكوت وهو يوحى بشدة الضعف .
استدارت على مهل واستدار الحمل معها : كناية عن مدى الارتباط الوثيق بينهما وشدة تمسكها به .
وألقت على الكرة والأطفال نظرة : تقديم على الكرة والأطفال يفيد التخصيص والتوكيد .
ابتلعتها الحارة : س.م تصوير للحارة بوحش يبتلع سر جمالها التوضيح .
التعليق على القصيدة
1ـ ارتبط العنوان (نظرة) بالموضع ككل حيث بدأ بنظرة الكاتب للفتاة نظرتها إلى الأطفال فى النهاية .
وبذلك حققت مبدأ الوحدة ولم يغفل بقية عناصر بناء القصة القصيرة
2ـ حفلت القصة بالحوار الصامت اتضح ذلك من كلمة ستى .
3ـ جعل الكاتب من شخصية الطفلة شخصية محورية و الراوى ( الكاتب ) انعاكس لهذه الشخصية .
4ـ ما ملامح شخصيته من خلالها ؟
ـ دقيق الملاحظة
ب ـ مشاركته الناس آلامهم
ج ـ اتساع الثقافة بأصول القصة القصيرة . د ـ قادر على التعبير عما يريد.
5ـ ما الخصائص الفنية لأسلوبه ؟
أ ـ السهولة والوضوح .
ب ـ الإيجاز والتركيز
ت ـ البراعة فى استخدام الصور الكلية بجانب الخيال الجزئى .
ث ـ التحرر من المحسنات البديعية المتكلفة.
6ـ مع شدة فقرة الفتاة لم يحرمها الكاتب من الأمل من خلال نظرة للأطفال وهم يلعبون ويمرحون .
ما عناصر القصة من خلال النص؟
اكتملت للنص عناصر القصة الفنية وهى
1ـ مبدأ الوحدة : مساعدة الفتاة لتصل لهدفها فى سلام ، ولفت النظر لمعاناة أمثالها ، وهذا واضح من أول
القصة لآخرها .
2ـ مبدأ التكثيف والتركيز : ابتعد هن الثرثرة والسرد ، اختار لحظة قصيرة من حياتها ولم يتحدث عن حياتها
أو يوم كامل من حياتها ،
كلمتى ستى التى عبرت عن مدى القهر الاجتماعى التى
تعانى منه دون لجوء للخطابة أو الصوت العالى .
3ـ مبدأ تفاصيل الإنشاء : ترابط الأحداث وكل عنصر يشوق لما بعده ، ترابط العنوان مع موضوع القصة .
4ـ مبدأ الصدق :ـ جاءت تفاصيلها صادقة ومقنعة لما تتحدث عنه .